ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
صورة من وكالة ناسا
في ظل تدابير الحجز المنزلي الذي قامت به معظم
دول العالم في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية لحد من انتشار فيروس كورونا
فقد سجلت وكالة ناسا الأمريكية تحسن لافت في جودة الهواء في البلدان التي تشهد شللا
شبه كامل للأنشطة الاقتصادية بسبب فيروس كورونا الجديد بفعل تراجع مستويات التلوث الجوي،
لكن لا يزال من المبكر التكهن بآثار هذا الوضع على المدى الطويل.
وقد أظهرت صور
التقطتها الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية(ناسا) الشهر الماضي تراجعا
كبيرا في مستوى تركيز ثاني أكسيد النيتروجين الناجم بشكل رئيسي عن المركبات ومراكز
إنتاج الطاقة الحرارية، في مدينة ووهان الصينية منشأ وباء كورونا الجديد. وبعدما كانت
خريطة التلوث في المنطقة باللونين الأحمر والبرتقالي، انتقلت إلى الأزرق بفعل تقلص
مستويات التلوث وفقا لموقع قناة يورونيوز الأوربية .
كما تمكنت وكالة
الفضاء الأوروبية من تسجيل الظاهرة عينها مطلع الشهر الجاري في شمال إيطاليا التي يقبع
سكانها في الحجر المنزلي منذ أسابيع لتطويق انتشار الفيروس. كذلك لوحظ الوضع نفسه في
مدريد وبرشلونة حيث فرضت تدابير الحجر على السكان منذ منتصف آذار/مارس، وفق الوكالة
الأوروبية للبيئة، ويسبب ثاني أكسيد النيتروجين التهابا قويا في المجاري التنفسية،
وهو من الغازات الملوثة ذات أمد الحياة القصير.
ومن جانبه
أوضح فنسان هنري بوش من برنامج "كوبرنيكوس"
الأوروبي لمراقبة الأرض لوكالة فرانس برس، أن هذا الغاز "يبقى يوما واحدا في الغلاف
الجوي" ويستقر على مقربة من مصادر الانبعاثات، ما يجعل منه مؤشرا جيدا لكثافة
الأنشطة البشرية، فضلا عن مستويات التراجع هذه غير مسبوقة بحدتها. وقد أوضحت الباحثة
في وكالة الفضاء الأمريكية في ليو في تعليق على تقلص التلوث في الصين "هذه المرة
الأولى التي أرى فيها تغييرا بهذه الدرجة في منطقة بهذا الحجم بفعل حدث معين".
ويقول ألبرتو غونزاليز
أورتيز الاختصاصي في جودة الهواء في الوكالة الأوروبية للبيئة، إنه حتى في الأزمة الاقتصادية
العالمية في 2008 و2009، كان التراجع "أكثر استمرارا على المدى الزمني".
ويلفت فنسان هنري
بوش، إلى أن مستويات التركيز الوسطي بثاني أكسيد النيتروجين في شمال إيطاليا تراجعت
إلى النصف تقريبا.
وفي بلدان ومناطق
أخرى اتخذت تدابير حجر منزلي بينها فرنسا وبلجيكا والأرجنتين وتونس وكولومبيا وكاليفورنيا
وبافاريا، يتعين الانتظار قليلا لرصد تطور الوضع.