" غسان كنفاني " صاحب القلم المدفعجي الذي زلزل إسرائيل

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 20 فبراير 2020, 3:10 مساءً
  • 604
غسان كنفاني

غسان كنفاني

لم يكن حاملا للسلاح يوما ما ، لا يعرف طريق القوة ، ولكن كان يمتلك قلما مرعبا كفيلا أن يزلزل الاحتلال الإسرائيلي في ذروة قوته وغطرسته ، وهو الكاتب والروائي الفلسطيني غسان كنفاني والذي صنف على أنه أهم أدباء القرن العشرين العرب. وهو عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رئيس تحرير مجلة الهدف.

 وكان  كنفاني هو الناطق الرسمي وعضو المكتب السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. لكنه أبى إلا أن يستنطق القلم، فأسس مجلةً ناطقةً باسمها حملت اسم “مجلة الهدف”. كما عمل في مجلة “الحرية” اللبنانية. وشغل رئاسة تحرير مجلة “المحرر” اللبنانية أيضًا، وتُرجمت أعمال كنفاني إلى 17 لغة، وانتشرت في 20 دولة.

وُلد غسان كنفاني في عكا، شمال فلسطين في 9 أبريل عام 1936، وعاش هو وعائلته في يافا حتى عام 1948، حيث أُجبر وعائلته على النزوح.

انضم كنفاني إلى حركة القوميين العرب عام 1953 تحت تأثير جورج حبش. وسافر للتدريس في الكويت عام 1955، وهناك كان إقباله على القراءة منقطع النظير. وعمل محررًا في إحدى صحفها، مذيلًا مقالاته باسم "أبو العز"، وقد لفتت الأنظار كثيرًا. وفي الكويت أيضًا كتب أول قصصه القصيرة "القميص المسروق" وعنها نال الجائزة الأولى في إحدى المسابقات الأدبية، وقد انتقل كنفاني إلى بيروت عام 1960، فقد وجد فيها مجالًا أدبيًا رحبًا. وبدأ العمل في مجلة "الحرية"، كما كان يكتب مقالًا أسبوعيًا لجريدة المحرر البيروتية، ولفتت مقالاته النظر إليه بعمقها، وأشاعت الحماس تجاه القضية الفلسطينية، كما أصبح كنفاني مرجعًا لكل المهتمين والمناصرين لهذه القضية.

كتابات كنفاني كانت من الناس وإليهم، فغاص في أعماق الإنسان الفلسطيني بعد النكبة والنكسة وما قبلهما، كما تنبأ بالقادم، وأخرجه بإبداع ريشة الفنان ومهارة الكاتب. ففي روايته "عائد إلى حيفا" عام 1970، استذكر ما رواه مواطنو حيفا عن رحلتهم نحو عكا. وكان لا بد من أن تترك رحلته الخاصة نحو بلد اللجوء تأثيرها على غسان، فقد حضرت ذكرياته تلك في روايته "أرض البرتقال الحزين" عام 1963.

كان كنفاني كتلةً من النشاط، فقد فاقت ساعات عمله العشر ساعات يوميًا على الأقل. وقد ظهرت بوادر مرض السكري والنقرس في عمرٍ مبكرٍ عليه. كان ذلك يُدخله المشفى أيامًا، لكن حتى من على سرير المرض، تأمل عقله كل ما حوله، وأبى إلا أن يخرج منه بتجربة فكتب رواية "موت سرير رقم 12" عام 1963.

 عاد كنفاني إلى دمشق قادمًا من الكويت في شاحنةٍ قديمة، وكان للصحراء التي عبرها تأثيرها الكبير عليه، وهو واحد من بين شعب بأكمله كُتب عليه سِفر الضياع هذا، عكس ذلك في روايته "رجال تحت الشمس" عام 1963. الرواية التي أصبحت فيلمًا سينمائيًا حمل عنوان "المخدوعين".

عرف غسان أن لامناص من الكفاح، وأن لا برّ للفلسطينين سوى سواعدهم. فألحق رواية "رجال تحت الشمس" برواية "ما تبقى لكم". ونرى فكر كنفاني واضحًا صريحًا ناضجًا بالفكرة في روايته "عالم ليس لنا" عام 1965.

 ومن روايات كنفاني الأخرى"الشيء الآخر" التي صدرت في بيروت بعد استشهاده، و"القنديل الصغير".

وللمسرح حضورٌ قوي في أدب كنفاني، ومن أهم مسرحياته "الباب" و"القبعة والنبي" و"جسر إلى الأبد".

 كما نال كنفاني جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان، عن روايته "ما تبقى لكم" وذلك عام 1966. أما ما تبقى من جوائز، فقد مُنحت لاسمه بعد استشهاده، وأهمها جائزة منظمة الصحافة العالمية عام 1 1974، وجائزة اللوتس عام 1975. كما مُنح وسام القدس عام 1990.

 في يوم 8 يوليو عام 1972 ، استشهد كنفاني من خلال انفجار سيارة فخخها عملاء إسرائيلون في بيروت، لبنان. وكانت بصحبته ابنة أخته لميس.

 

 

تعليقات