كيف نوفق بين "لن يدخل أحد الجنة بعمله إلا بفضل الله ورحمته"، و"ادخلو الجنة بما كنتم تعملون"
- الأربعاء 27 نوفمبر 2024
القرآن الكريم
خرجت بعض الأصوات التي تنتقد ترجمة القرآن الكريم مبررين ذلك بأن الترجمة قد تفقد روحانيات أو تحدث خللا في المعني القرآن ، ولكن هناك أراء أخرى مثل ما قاله محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي في كتابه "حكم ترجمة القرآن الكريم": "زُعم أن الإسلام ألزم الناس العربية وتعلمها، ونَبَذَ ألسنتهم ومنعهم من ترجمة القرآن العظيم، وهذه الشنعة تكفل بردها والتشنيع بها كتابي (جواز ترجمة القرآن) فقد برهن فيه على أن الدين لا يلزم الأمم التي دخلت في الإسلام التكلم بالعربية، بدليل بقائها إلى الآن تتكلم بألسنها، وما منع ترجمة القرآن أصلاً ولا ورد المنع في كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس".
وتابع أن ترجمته من الأمور المرغب فيها، بل يضح لنا أن نقول: إنها من فروض الكفاية التي يجب على الأمة القيام بها، فإذا قام بها البعض سقط عن الباقين، وإن لم يقم بها أحد أثم الكل، برهان ذلك: انه تبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "… فليبلغ الشاهد الغائب". وقال "بلغوا عني ولو آية". وقد أوجب الله على رسوله التبيلغ فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} [المائدة: 67] فهو بلاغ للعرب بلسانهم {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} [إبراهيم: 4] ويجب على العرب أن ينوبوا عنه، ويبلغوا لغيرهم من الأمم، فلذا قال لهم: "بلغوا عني ولو آية" ولا يمكن التبليغ لجميع الأمم إلا بالترجمة إلى لسانهم".