رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أرقام وحقائق صادمة في تقرير دار الإفتاء عن الإرهاب 2019.. تعرف عليها

  • جداريات 2
  • الإثنين 06 يناير 2020, 5:48 مساءً
  • 804
مخطط يوضح العمليات الإرهابية 2019

مخطط يوضح العمليات الإرهابية 2019

نشر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية تقرير الإرهاب السنوي لعام 2019، كشف فيه تزايد عدد العمليات الإرهابية في ظل تزايد الهجمات الإرهابية في النصف الثاني من 2019، خاصة مع التدخلات الخارجية في شؤون الدول، والأزمات الأقتصادية.

وجاء التقرير السنوي للإرهاب أن عام 2019 شهد أكثر من (1000) عملية إرهابية في أكثر من (42) دولة، راح ضحيتها أكثر من (13688) شخصًا ما بين قتيل وجريح، حيث سقط ما يقارب (6748) قتيلًا و(6940) مصابًا جراء تلك العمليات، يأتي ذلك في ظل العديد من المتغيرات والتطورات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
وكشف التقرير أن عام 2019 شهد عددًا من موجات الإرهاب المختلفة، حيث أشار منحنى تنفيذ العمليات الزمني إلى أن بداية العام شهدت ارتفاعًا في عدد الهجمات المنفذة خلال الأشهر الخمسة الأولى بواقع (518) عملية إرهابية من يناير حتى نهاية مايو، وذلك قبل أن تنخفض موجة الإرهاب من يونيو وحتى نهاية نوفمبر بواقع (383) هجومًا إرهابيًّا، ثم أخذت موجة جديدة من التصاعد نهاية العام وتحديدًا مع بداية ديسمبر واحتفالات رأس السنة وبعد مقتل البغدادي، حيث شهد شهر ديسمبر (99) عملية إرهابية، وهو ما يرجح تزايد موجة الإرهاب في بداية 2020 نتيجة للعديد من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، خاصة مع رغبة تنظيم القاعدة في استعادة موقعه على خرائط الإرهاب وملء الفراغ بدلًا عن تنظيم داعش، ورغبة تنظيم داعش في الانتقام لمقتل زعيمه، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للمنطقة، مع تزايد الأزمات الاقتصادية والسياسية في العديد من بلدان العالم.
أوضح تقرير المرصد أن خريطة العمليات الإرهابية المرصودة خلال عام 2019 وزعت على أربع قارات هي: آسيا التي شهدت (67%) من حجم العمليات الإرهابية وراح ضحيتها (68%) من حجم الضحايا الكلي، فيما جاءت أفريقيا في المرتبة الثانية بواقع (32%) من حجم العمليات الإرهابية خلال 2019 نتج عنها سقوط ما يقرب من (31%) من حجم الضحايا الكلي خلال العام، فيما جاءت أوروبا في المرتبة الثالثة بواقع (1%) من حجم العمليات المنفذة وراح ضحيتها (0.2) من حجم الضحايا، وجاءت أستراليا في المرتبة الرابعة بواقع (0.01) وراح ضحيتها (1.3) من حجم الضحايا الكلية. وأكد التقرير على أن تلك المؤشرات توضح حجم الفوارق بين القارات من حيث حجم العمليات وحجم الضحايا، وذلك يرجع إلى أن بعض المناطق هي مناطق صراع ونزاعات مسلحة وتعاني من العديد من حواضن الإرهاب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. كما أن تلك المناطق تعاني أيضًا من التدخلات الإقليمية والدولية لبعض الدول.
تابع التقرير السنوي بأن (42) دولة هي ساحات للإرهاب خلال عام 2019، شهدت فيها سبع دول وهي (أفغانستان، العراق، سوريا، الصومال، نيجيريا، باكستان، بوركينافاسو) ما يقارب من (800) هجوم إرهابي أي ما يقارب من (80%) من حجم العمليات الكلية المنفذة في عام 2019، وراح ضحيتها (10497) أي ما يقرب من (76%) من حجم الضحايا الكلي لعام 2019، فيما شهدت (37) دولة أخرى ما يقرب من (200) هجوم إرهابي راح ضحيته (3191) ما بين قتيل ومصاب. ويشير التقرير إلى أن الدول الست الأولى هي مناطق صراع ونزاعات مسلحة تعج بالعديد من حواضن الإرهاب وغياب الأمن والاستقرار الاجتماعي والأمان الاقتصادي بالإضافة إلى دور التدخلات الخارجية فيها.
وأكد تقرير المرصد السنوي أن عام 2019 شهد نشاطًا إرهابيًّا لأكثر من (34) تنظيمًا إرهابيًّا في مناطق عدة، وتعد تنظيمات (داعش، طالبان، بوكو حرام، شباب المجاهدين، نصرة الإسلام والمسلمين) أكثر التنظيمات النشطة والدموية خلال 2019، حيث نفذت التنظيمات الخمسة ما يقارب (695) هجومًا إرهابيًّا أي ما يبلغ نسبته (70%) من حجم العمليات الكلية المنفذة خلال العام، وقد راح ضحيتها (9642) ما بين قتيل ومصاب وهو ما يبلغ نسبته (70%) من حجم الضحايا الكلي، فيما نفذ جماعات مجهولة ما يقارب من (174) هجومًا إرهابيًّا بنسبة بلغت (17.4 %) من حجم العمليات الكلية، راح ضحيتها ما يقارب من (1553) ما بين قتيل ومصاب أي ما يبلغ نسبته (11.3%) من حجم الضحايا الكلي، فيما نفذت بقية التنظيمات ما يقارب من (131) هجومًا إرهابيًّا بنسبة بلغت (13%) من حجم العمليات الكلي، وراح ضحيتها (2196) بنسبة بلغت (15.8%) من حجم الضحايا الكلي للعمليات المرصودة خلال العام.
وأكد تقرير المرصد أن تنظيم داعش الإرهابي وبالرغم من الضربات الموجعة التي تعرض لها في عام 2019 سواء بإخراجه من آخر معاقله في الباغوز بسوريا، واستعادة كافة الأراضي التي سيطر عليها خلال عام 2014، والقضاء على غالبية قياداته ورموزه المؤسسين وعلى رأسهم أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، واعتقال معظم كتلته البشرية في سوريا والعراق، إلا أن التنظيم ظل قادرًا على تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق عدة خاصة بعد فتح جبهات جديدة لعناصره في غرب ووسط أفريقيا التي تعد الساحة الأولى للتنظيم، وهي ساحة مرشحة لعمليات متزايدة ومتضاعفة للتنظيم في 2020، ويعد تنظيم داعش أكثر التنظيمات الدموية حيث تسببت عملياته والبالغ عددها (294) هجومًا في قتل وإصابة أكثر من (3598) بما يقارب (26%) من حجم الضحايا الكلي للعمليات المنفذة خلال عام 2019، فيما يحل تنظيم طالبان كثاني أكثر التنظيمات نشاطًا بواقع (193) هجومًا راح ضحيتها (2741) ما بين قتيل ومصاب، بالرغم من المساعي الدولية لتحقيق سلام في أفغانستان وعقد سلسلة من جولات المفاوضات بين طالبان وحكومة الولايات المتحدة.
وأشار التقرير السنوي إلى أن العمليات الإرهابية خلال عام 2019 استهدفت العديد من الفئات سواء كانوا عسكريين (قوات عسكرية وجيوش، قوات حفظ سلام دولية وأممية، قوات شرطة وأمن داخلي) كما استهدفت قطاعات واسعة من المدنيين ومناطقهم الرخوة سواء في الأسواق أو التجمعات المدنية والسكانية المختلفة، فيما استهدفت بعض العمليات عسكريين ومدنيين معًا، وبلغت نسبة العمليات التي استهدفت العسكريين أكثر من (50%) من حجم العمليات المنفذة، فيما بلغت نسبة العمليات التي استهدفت مدنيين (44%)، فيما بلغت نسبة العمليات التي استهدفت مدنيين وعسكريين معًا (5%) من حجم العمليات المنفذة خلال العام.
وانتهى تقرير المرصد إلى رسم خريطة للمناطق التي ربما ستشهد ارتفاعًا في عمليات العنف والإرهاب خلال عام 2020 بناءً على خريطة العنف والإرهاب لعام 2019، وهي مناطق (جنوب آسيا، منطقة القرن الأفريقي، وسط وغرب أفريقيا، منطقة الشرق الأوسط)، وحذر المرصد من أن التدخلات الإقليمية والخارجية في شئون الدول التي تشهد صراعات داخلية ستعمل على مضاعفة العمليات الإرهابية والعنف في تلك البلدان، ودعا المرصد إلى ضرورة تبني خيارات الحوار الوطني والخيارات السياسية والدبلوماسية لحل النزاعات المسلحة في تلك المناطق بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وأكد المرصد على ضرورة تعظيم أدوار التحالفات الدولية في القضاء على الإرهاب وعدم تشتيت جهودها في صراعات إقليمية حتى لا تعطي للإرهاب حواضن جديدة تعيد فيها هيكلة أفرعها ونشاطها، ودعا المرصد إلى ضرورة الحفاظ على النجاحات التي حققتها الجهود الدولية في القضاء على الإرهاب ومكافحته في السنوات الماضية.


 

تعليقات