رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عبد الستار سليم يكتب : ماذا تعرف عن "فن الواو"؟.. الحلقة الثالثة

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 22 ديسمبر 2019, 8:05 مساءً
  • 1180
الشاعر عبد الستار سليم

الشاعر عبد الستار سليم

المربع أو الشكل التربيعي ، هو أحد الأشكال القولية الفنية فى سائر الصعيد، وصيغة " فن الواو " استطاعت أن تستوعب الملحمة الهلالية المسماة بـ"سيرة بنى هلال"، وفى مثل هذه الحكاية الشعبية، يقولون إنها لا تبدأ إلا ( بالصلاة على النبى، وزيدوا النبى صلا) ، إذ بدونها لن يستطاع الدخول إلى عالم الأدب الشعبي، الذى يختزل كل توصيف للجمال فى تعبير "يا نور النبي" (صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم).

وظاهرة الشكل التربيعى على الرغم من أنها ظهرت فى الشعر الـمُعرب- وكانت تسمى بالرباعيات- كما فى رباعيات عمر الخيام - الشاعر الفارسى - والتى ترجمها إلى العربية الشاعر أحمد رامى ، لكن هذه الظاهرة استهوت "القوّال" الشعبى- والذى كان فى الغالب أمّيّاً لا يقرأ ولا يكتب- وبالطبع ليس هذا عيبًا، فإن شعراء العصر الجاهلى كانوا كذلك- أى أميين، بل الأمة العربية كلها كان يطلق عليها " أمة أمية " - ووصل بهم الأمر إلى أنهم كانوا لا يثقون فى نقاء شعر من يثبت أنه له صلة بالقراءة والكتابة ..!

شكل المقطعات راج وانتشر فى شتى الفنون القولية ، أى أصبحت المقطوعة المربعة - أو التربيعية التى يسمونها " قولة " - هى الأساس فى بناء القول أو القصيد ، وكل مقطوعة كانت مستقلة فى المضمون ، شأنها شأن البيت الشعرى فى القصيدة العربية التقليدية التى بدأت فى العصر الجاهلي ، لدرجة أن بعضهم كان يطلق على هذه "القولة" كلمة "بيت " تشبّهًا بالبيت الشعرى التقليدي ، والذى كان أيضًا مستقلاً عن البيت الذى يسبقه والبيت الذى يليه ...

تعليقات