عجائب الإيمان.. هيثم طلعت: أقل معدلات الانتحار في العالم بفلسطين
- الأربعاء 30 أكتوبر 2024
صور تعبيرية
أسهمَ التوسع الكبير في المساعدات الإنسانية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن هذا العام في التخفيف من وطأة المعاناة الكبيرة التي يشهدها اليمن وتفادي المجاعة حتى الآن، إلا أنه لا يزال ما يزيد عن 11 مليون شخص في اليمن يكافحون بشكل يومي من أجل الحصول على ما يكفيهم من الغذاء، وفقاً لأحدث بيانات برنامج الأغذية العالمي الخاصة برصد الأمن الغذائي .
لقد قام البرنامج في هذا العام بزيادة أعداد المستفيدين من مساعداته الغذائية في اليمن زيادة غير مسبوقة بنحو 50 بالمائة بعد أن كان عددهم 8 ملايين مستفيد في مطلع هذا العام؛ ويوفر البرنامج حالياً مساعدات غذائية شهرية لنحو 12 مليون يمني. وقد تم مضاعفة المساعدات الغذائية للمناطق الأكثر تضرراً جراء الصراع الدائر والانهيار الاقتصادي اللذان خلفا قرابة 240 ألف شخص ممن يواجهون أوضاع أقرب ما تكون إلى المجاعة. وبحسب ما أظهره مسح الأمن الغذائي الذي صدر مؤخراً، فإن مستويات انعدام الأمن الغذائي التي تنذر بالكارثة شهدت تراجعاً في 29 مديرية من أصل 45 مديرية المصنفةً على أنها الأشد تضرراً من الجوع.
وعلى الرغم من انحسار مستويات انعدام الأمن الغذائي الشديد، لا تزال المساعدات الإنسانية بمثابة شريان الحياة بالنسبة لملايين الأشخاص في اليمن. ويقدم البرنامج مساعدات غذائية لأكثر من نصف عدد السكان في كافة المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة خلال هذا العام في محافظات حجة وصعدة والحديدة والبيضاء والضالع، وذلك للحد من تفاقم الوضع الإنساني في هذه المناطق.
ويشهد اليمن صراعاً متواصلاً منذ حوالي خمس سنوات، الأمر الذي كان له أثر بالغ على الاقتصاد الوطني الذي انعكس بدوره في ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير إلى الحد الذي جعلها صعبة المنال بالنسبة للكثير من السكان في البلاد. وعلى الرغم من انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية طوال الاثني عشر شهراً الماضية، يوضح التحليل الذي أجراه البرنامج أن ما يقرب من 22 مليون شخص في اليمن لا يزالون يجدون أنفسهم مضطرين لتقليص عدد الوجبات أو التخلي عنها من أجل الحفاظ على ما لديهم من المخزون الغذائي الضئيل لأطول فترةٍ ممكنة.
وقال لوران بوكيرا، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن: "اسهمت المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي في إنقاذ العديد من الأطفال والنساء من الانزلاق نحو المجاعة، إلا أنهم لا يزالون عرضةً للخطر، ومن الضروري مواصلة تقديم الدعم لليمن"، وأضاف: "اليمن بحاجة إلى السلام- سلاماً دائماً يُمكن البلاد من إعادة الإعمار."
وخلال عام 2019، قدّم البرنامج مبلغ قدره 35 مليون دولار أمريكي كتحويلات نقدية للأسر المستحقة المسجلة بالنظام البيومتري (نظام البصمة) الذي من خلاله تتسلم هذه الأسر مستحقاتها من البنوك. ويمكن تطبيق هذا النوع من المساعدات في المناطق التي تعمل بها الأسواق والتي يمكن أن يستخدم فيها البرنامج نظام التحقق البيومتري (نظام البصمة). وتقدر نسبة المستفيدين من هذا النهج من المساعدات بحوالي 3 بالمائة من عدد المستفيدين. وفي مناطق أخرى من البلاد، يواصل البرنامج تقديم الحصص الغذائية العينية وقسائم السلع التي يتم استبدالها بمواد غذائية عبر شبكة التجار التابعة للبرنامج.
وقد قام البرنامج بإعداد كافة قوائم المستفيدين بشكلٍ مركزي، كما عمل على تعزيز العمليات الرقابية للحد من أي تأثير خارجي على أنشطة العمل الإنساني التابعة للبرنامج في كافة أنحاء البلاد. ويواصل البرنامج الدفع نحو توسيع نطاق عملية التسجيل عبر النظام البيومتري (نظام البصمة) الذي يوفر ضماناً رقمياً مهماً لوصول المساعدات الغذائية إلى مستحقيها. ويعتبر نظام التسجيل البيومتري الخاص ببرنامج الأغذية العالمي في اليمن أحد أكثر مشاريعه طموحاً على مستوى العالم نظراً لعدد المستفيدين الكبير.
وقد قام البرنامج كذلك بزيادة المساعدات التغذوية والوجبات المدرسية من أجل حماية الأطفال في اليمن من الإصابة بسوء التغذية أو التعرض للجوع باعتبارهم الجيل الذي سيعتمد عليه اليمن في إعادة الإعمار بعد انتهاء هذا الصراع المرير، ومن الضروري أن ينعم هذا الجيل بصحةٍ جيدة وقدراتٍ كاملة.
تمثل عملية البرنامج في اليمن أكبر عملية للاستجابة الإنسانية يضطلع بها البرنامج على مستوى العالم وستظل كذلك خلال عام 2020.