باحث في الإعجاز العلمي: لا صحة لاكتشاف "قطرة قرآنية" لعلاج العيون مستوحاة من قصة سيدنا يوسف

  • أحمد نصار
  • الجمعة 14 مارس 2025, 8:41 مساءً
  • 19
تعبيرية

تعبيرية

نفى الدكتور محمود عبد الله نجا، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن وأستاذ بكلية طب المنصورة، صحة ما يتم تداوله حول اكتشاف "قطرة قرآنية" لعلاج عتامة عدسة العين مستوحاة من قصة سيدنا يوسف، مؤكداً أن هذا الادعاء مجرد فبركة لا تستند إلى أي دليل علمي.

وأوضح نجا أن القصة بدأت بتفسير خاطئ لآية "وَابيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ"، حيث ذهب بعض المفسرين إلى أن سيدنا يعقوب فقد بصره بسبب عتامة عدسة العين (المياه البيضاء)، واعتقد البعض أن عرق سيدنا يوسف الموجود في القميص كان سبب شفائه، مما أدى إلى اقتراح تصنيع قطرة من العرق لعلاج المياه البيضاء.

وأكد نجا أن هناك عدة نقاط تدحض هذه الفكرة، منها:

  1. التفسير اللغوي: مصطلح "ابيضت عيناه" عند أغلب المفسرين يعني فقد البصر بشكل عام، وليس بالضرورة بسبب المياه البيضاء.
  2. التفسير الطبي: فقدان البصر الناتج عن الحزن لا يشترط أن يكون بسبب تغيرات مرضية في العين، بل قد يكون لأسباب نفسية.
  3. عدم وجود أدلة علمية: لم يتم تسجيل أي براءة اختراع أو نشر أبحاث علمية تؤكد نجاح علاج المياه البيضاء بقطرة مستخرجة من العرق.
  4. طرق العلاج المعتمدة: العلاج الناجح لعتامة عدسة العين يكون جراحياً وليس باستخدام قطرات.
  5. الجانب النفسي: من المحتمل أن يكون شفاء سيدنا يعقوب قد حدث نتيجة التأثير النفسي الإيجابي لرؤية قميص يوسف، حيث كان ذلك دليلاً على أنه ما زال حياً، مما أدى إلى استعادة بصره.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد سامي الوحيدي، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة المنصورة، صحة هذه الاستنتاجات، مشيراً إلى أن الفكرة لا تستند إلى أي حقائق طبية، وأن نشر مثل هذه الادعاءات قد يضر بالإسلام من حيث لا يدري البعض.

واختتم الدكتور محمود عبد الله نجا حديثه بالتأكيد على أهمية التحقق العلمي والديني قبل نشر أي معلومات تتعلق بالإعجاز العلمي في القرآن، مشيراً إلى أن الإسلام دين العلم والتثبت، ويجب التعامل مع هذه القضايا بمنهجية علمية دقيقة.

تعليقات