بين الطب والإيمان.. هل يكشف العلم كل شيء؟
- الجمعة 14 مارس 2025
دروس من سورة إبراهيم
وأشار إلى أن السورة سُمِّيت باسم إبراهيم لارتباطها بقصة استجابة الله لدعائه رغم صعوبة تحقيقه في ظاهر الأمر، مثل إسكان ذريته في وادٍ غير ذي زرع، ومنحه إسماعيل وإسحاق على الكبر، مما يعكس حقيقة استجابة الله لدعاء المؤمنين مهما تأخرت الإجابة أو بدت مستحيلة.
وأوضح أن السورة تأتي بعد هذه الدعوات مباشرة لتبين مصير الظالمين في قوله تعالى:
"ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون"،
وكأن المعنى الضمني هو أن الله الذي استجاب لإبراهيم سيستجيب أيضًا لدعاء المظلومين وسينتقم من الظالمين.
تتناول السورة بشكل رئيسي الصراع بين المؤمنين والظالمين، حيث جاء في أول آياتها:
"كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور"،
ثم وضعت ثلاثة شروط لنصر المؤمنين، وهي:
ولفت الباحث إلى أن نبي الله إبراهيم مثال عظيم لهذه الصفات الثلاث، فقد صبر على أذى قومه، وشكر الله على نعمه رغم شدائد الحياة، وتوكل على الله عندما ألقي في النار وعندما ترك ذريته في الصحراء.
وأوضح الباحث أن السورة تدعو إلى بناء مجتمع يسوده العدل والرحمة، وهو ما دعا إليه إبراهيم في قوله:
"رب اجعل هذا البلد آمنًا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام".
كما تحدثت عن ظلم قوم فرعون لبني إسرائيل، حيث جاء موسى لإخراجهم من الظلمات إلى النور، مما يعكس ضرورة تحرير المجتمعات من الظلم والاستعباد.
تناولت السورة أيضًا مشهدًا يتكرر يوم القيامة، حيث يتبرأ الظالمون من أتباعهم، فيقول المستضعفون لمن استكبروا:
"إنا كنا لكم تبعًا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء؟"،
لكنهم يردون عليهم بأنهم لا يستطيعون مساعدتهم.
بل حتى إبليس نفسه يتبرأ من أتباعه قائلًا:
"وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم".
وهذا دليل على أن الظالم يحتاج إلى من ينفذ أوامره ويبطش بالناس وينشر أفكاره، ولهذا فإنهم شركاء في الظلم والعقوبة معًا.
حدد الباحث بعض الصفات التي وصفتها السورة لأهل الباطل، ومنها:
أكد الباحث أن السورة تمتلئ بطمأنة المؤمنين بأن النصر قادم، حيث تكررت كلمة "العزيز" في السورة أربع مرات، ومنها:
"إن الله عزيز ذو انتقام".
وكذلك جاءت وعود الله للمؤمنين، ومنها:
وختم الباحث حديثه بالإشارة إلى أن السورة تنتهي بختام عظيم يحمل رسالة واضحة:
"هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليتذكر أولو الألباب".
أكد الباحث أحمد حسن كاسب أن سورة إبراهيم ليست مجرد قصة نبي، بل هي رسالة طمأنينة للمظلومين، وتحذير للظالمين، وتأصيل لمبدأ أن النصر محتوم للمؤمنين وإن طال الزمن.