"مبعوث السماء".. سلسلة رمضانية تبرز عبقرية النبي ﷺ وشخصيته الفذة
- الإثنين 10 مارس 2025
تُعدّ مسألة الإرادة الحرة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في الفلسفة والعلوم، حيث جادل بعض العلماء بأن الأبحاث العصبية قد أثبتت أن الإرادة الحرة مجرد وهم، إلا أن دراسات حديثة تعيد النظر في هذه الادعاءات.
وفقًا لمقال نُشر في الرابع من الشهر الحالي في مجلة Scientific American، شارك فيه أستاذان مساعدان في علم الأعصاب الإدراكي من جامعة Chapman، وأستاذة فلسفة من جامعة كاليفورنيا، فإن الأبحاث العصبية التي زعمت دحض الإرادة الحرة ربما تم تفسيرها بشكل خاطئ، وفق حساب خرافة التطور الدارويني
ويشير المقال إلى أن الأبحاث التي تعود إلى أوائل الثمانينيات، والتي زعمت أن الإرادة الحرة الواعية غير موجودة، قد تراكمت مثل "المسامير في نعش" هذه الفكرة، حتى أن مجلة Atlantic نشرت عام 2016 مقالًا بعنوان: "لا وجود لشيء اسمه الإرادة الحرة".
لكن بحسب الدراسات الحديثة، فإن هذه النتائج كانت نتيجة تفسير مغلوط للبيانات، إذ لا يوجد دليل حقيقي على أن القرارات البشرية تُتخذ بطريقة غير واعية. وأكد الباحثون أن علم الأعصاب لم يدحض الإرادة الحرة، بل على العكس، تشير التحليلات الحديثة إلى أن الأدلة التي استُخدمت لنفي الإرادة الحرة الواعية تفتقر إلى الدقة.
كما يلفت المقال إلى أن العديد من علماء الأعصاب الإدراكيين، حتى أولئك الذين كانوا يؤيدون سابقًا نظرية عدم وجود إرادة حرة، أصبحوا يشككون اليوم في صحة الأدلة التي زُعم أنها تدعم هذه النظرية. ورغم ذلك، لا تزال الفكرة الخاطئة بأن علم الأعصاب قد دحض الإرادة الحرة منتشرة بين العامة.
ويوضح الباحثون أن تطور العلم يعتمد على الفرضيات القابلة للتعديل والتغيير، وبالتالي فإن النتائج القديمة التي اعتُبرت دليلًا ضد الإرادة الحرة لا تزال محل مراجعة، مما يشير إلى أن هذه الجدلية لم تُحسم بعد، وأن تفسير الوعي البشري لا يزال بعيدًا عن استنتاجات قطعية.