"مبعوث السماء".. سلسلة رمضانية تبرز عبقرية النبي ﷺ وشخصيته الفذة
- الإثنين 10 مارس 2025
يشهد الفكر الإسلامي العديد من الاختلافات بين الفرق والمذاهب، مما يثير تساؤلات لدى الشباب، خاصة في ظل انتشار المنصات الإلكترونية التي تستغل هذه الخلافات لبث الشكوك. وقد أشار الباحث محمد سيد صالح إلى أن كثرة الحديث عن الخلافات داخل الإسلام دفعت بعض الشباب للانجراف نحو الإلحاد، إذ يتساءلون عن كيفية وجود هذا الكم من الاختلافات داخل دين يُفترض أن يكون مصدرًا للحقائق المطلقة.
يواجه الشباب تحديات فكرية ناتجة عن كثرة الفرق والمذاهب داخل الإسلام، مثل السلفية والأشعرية والماتريدية والمعتزلة وغيرها، حيث تُستخدم هذه الاختلافات أحيانًا في التراشق الفكري والتكفير، مما يؤدي إلى شعورهم بالحيرة والتشكيك.
ويرى الباحث صالح أن السبب الرئيسي في انزلاق البعض نحو الإلحاد ليس وجود الاختلافات في حد ذاتها، بل سوء التعامل معها وعدم الالتزام بفقه الخلاف. ويؤكد أن هذه القضايا يجب أن تُناقش بين العلماء المختصين، وليس عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تفتقر إلى الطرح العلمي الرصين.
يوضح الباحث أن الخلاف الفكري في الإسلام نسبي، إذ إن القطعيات لا خلاف عليها، وإنما يقع الخلاف في الأمور الاجتهادية التي تقبل التأويل، وهذا ما عبر عنه ابن تيمية بقوله: "وكان بعضهم يعذر كل من خالفه في مسائل الاجتهادية، ولا يكلفه أن يوافقه فهمه".
ووفقًا لصالح، فإن الإسلام يتكون من قسمين أساسيين:
يشدد الباحث على ضرورة اتباع منهجية واضحة في التعامل مع الخلافات الفكرية، عبر:
كما يؤكد صالح على أهمية الرجوع إلى "أهل الذكر" عند الاختلاف، وفي حال اختلاف العلماء، يجب البحث عن الرأي الأقرب إلى الواقع والأكثر انسجامًا مع المقاصد الشرعية.
ينتقد الباحث ظاهرة التكفير والتبديع التي يمارسها بعض الدعاة، معتبرًا أنها تساهم في تفتيت الأمة وإضعافها. ويرى أن الإسلام يدعو إلى الوحدة وعدم الفرقة، مستشهدًا بقوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا".
كما يشير إلى ضرورة أن يعمل العلماء والدعاة على تقريب وجهات النظر والتأكيد على المشتركات بدلاً من إذكاء الخلافات، محذرًا من أن الفرقة والتنازع يؤديان إلى انتشار الإلحاد.