المفتي: الإنسان قد يظن الابتلاءات ظلمًا أو شرًّا لكنها في ميزان الله عدلٌ وخيرٌ مطلق
- الثلاثاء 11 مارس 2025
سورة الزمر
كشف الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن، فراس وليد، عن لطائف قرآنية عظيمة تتعلق بمصير المتقين والكفار في سورة الزمر، مشيرًا إلى التوازن الدقيق بين المصيرين، والذي يجسد العدل الإلهي المطلق، حيث يُساق كلا الفريقين، لكن الاختلاف يكمن في الوجهة والمصير؛ فبينما يُساق الكفار إلى العذاب، يُساق المؤمنون إلى النعيم.
وأوضح الباحث أن كلمة "وَسِيقَ" لا تعني دائمًا الإهانة، بل قد تكون للتكريم، كما في سياق أهل الجنة الذين يُساقون برفق وتشريف، على عكس المجرمين الذين يُساقون إلى جهنم بإهانة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًۭا﴾ (مريم: 86).
وأشار إلى أن استخدام كلمة "زُمَرًا" في الآية جاء ليؤكد أن أهل الجنة يدخلونها جماعات وفقًا لأعمالهم وإيمانهم، فيكونون بصحبة من أحبوا في الدنيا، وهو من تمام النعيم، كما ورد عن النبي ﷺ: "المرء مع من أحب" (متفق عليه).
كما لفت الباحث إلى الفرق البلاغي بين قول الله تعالى في شأن الجنة: "وَفُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا"، وفي شأن النار: "حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَٰبُهَا" (الزمر: 71)، موضحًا أن زيادة "الواو" في آية الجنة تدل على أن أبوابها تُفتح قبل وصول أهلها كنوع من التكريم، بينما أبواب النار لا تُفتح إلا عند وصول أهلها، مما يزيد من هول الموقف ورهبته.
واختتم الباحث حديثه بالإشارة إلى التحية الإلهية لأهل الجنة: "سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ"، مؤكدًا أن هذه البشارة تعني أن دخول الجنة ليس مجرد رحمة، بل هو استحقاق نتيجة أعمالهم الطيبة في الدنيا، فجاء الجزاء موافقًا للحال.