الإسلام والرفق بالحيوان.. قيم رحيمة في مواجهة الجفاء

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 05 مارس 2025, 5:02 مساءً
  • 43
تعبيرية

تعبيرية

أكد الدكتور عبدالرحيم الشريف، أستاذ مساعد في التفسير وعلوم القرآن بجامعة الزرقاء الأردنية، أن الإسلام يراعي أن للحيوان روحًا، ويؤكد على ضرورة معاملته برفق، وليس كآلة صماء بلا إحساس. واستشهد بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي جمعها الإمام الألباني في كتابه "الأحاديث الصحيحة"، والتي تؤكد على الرحمة بالحيوان.

أحاديث نبوية في الرفق بالحيوان

  1. رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالجمل: روى عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي دخل بستانًا فرأى جملًا يبكي، فمسح عليه حتى هدأ، ثم قال لصاحبه: "أفلا تتقي اللهَ في هذه البهيمةِ التي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاها؟! فإنَّهُ شكَا إليَّ أنكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ".

  2. حسن معاملة الدواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اركبوا هذه الدواب سالمة، وايتدعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسيَّ". أي لا يقف الراكب عليها للحديث، بل ينزل عنها احترامًا لها.

  3. عدم اتخاذ ظهور الدواب مجالس: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على ظهور الدواب بلا حاجة، قائلًا: "إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر".

  4. الرفق بالمواشي في العمل والأكل: عندما رأى النبي بعيرًا هزيلًا قال: "اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكِلوها صالحة".

  5. الرحمة في الذبح: رأى النبي رجلًا يحد شفرته أمام شاة، فقال له: "أتريد أن تميتها موتتين؟!"، أي أن الذبح يجب أن يكون سريعًا دون تعذيب.

  6. رد فرخ الطائر لأمه: عندما أخذ الصحابة فرخي طائر، أمرهم النبي بردهما، قائلًا: "مَنْ فَجَعَ هذهِ بِوَلَدِها؟! رُدُّوا وَلَدَها إليْها".

  7. الرحمة سبب للرحمة الإلهية: قال النبي لرجل يذبح شاة ويرحمها: "والشاة إن رحمتها؛ رحمك الله".

أقوال الصحابة في الرفق بالحيوان

  • عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب جملًا وقال لصاحبه: "لِمَ تَحْمِلُ على بعيرِكَ ما لا يُطيق؟!".
  • أبو الدرداء رضي الله عنه كان يحذر من إجهاد جمله، ولما حضرته الوفاة قال له: "يا دمون! لا تُخاصِمْني غَدًا عندَ ربِّي؛ فإني لمْ أكنْ أحْمِلُ عليكَ إلا ما تُطيقُ".
  • عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه نهى غلامه عن إجهاد بغله لجلب المال، وأمره بإراحته ثلاثة أيام.

الإسلام في مواجهة التشدد غير الواقعي

وأشار الدكتور الشريف إلى أن هذه الرحمة العملية في الإسلام تختلف عن بعض الدعوات الحديثة التي تدعو إلى مقاطعة اللحوم بدعوى الرفق بالحيوان، بينما لا تطبق ذلك عمليًا في مجالات أخرى. فالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته قدموا نموذجًا حقيقيًا للرفق بالحيوان دون مغالاة تؤدي إلى نتائج عكسية.

يؤكد الإسلام على الرحمة بالحيوان ضمن توازن فريد، فلا هو دعوة للإسراف في إيذائه، ولا إلى التطرف في منعه من دوره الطبيعي. وهذه القيم النبيلة تعكس الرحمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وتبقى درسًا للبشرية في كيفية التعامل الإنساني مع المخلوقات.

تعليقات