محمد سيد صالح: وحدة الخلق دليل على قدرة الله اللامحدودة
- الجمعة 21 فبراير 2025
دعا المشاركون في الجلسة الثالثة بـ "مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي" والتي تناولت «دور المرأة المسلمة في تعزيز الحوار والتقارب بين المذاهب»، لإحياء مبادئ وثيقة الأزهر لحقوق المرأة والتي صدرت عام 2013.
وأكدوا أن هذه الوثيقة تعد من المحطات المهمة في مسار تعزيز حقوق المرأة في العالم الإسلامي، وتعكس رؤية الأزهر الشريف الداعمة لحقوق المرأة وتمكينها مجتمعيا، من خلال التأكيد على حقها في التعليم، والعمل، والمشاركة المجتمعية، وحماية كرامتها، ورفض كافة أشكال العنف والتمييز ضدها، وتسلط الضوء على دورها في بناء الأسرة والمجتمع، مع الحفاظ على القيم الإسلامية التي تضمن حقوقها وواجباتها في إطار العدل والمساواة.
وثمنت الدكتورة عائشة يوسف المناعي، عضو مجلس الشورى القطري، دور المرأة الفلسطينية التي وقفت وقفة تدل على شجاعتها وبسالتها، فضربت المثل في صيانة كرامة الإنسان، مؤكدة على ضرورة إبراز دور المرأة الفلسطينية كنموذج فريد للصبر والقوة، ودمت أروع الأمثلة في التضحية والصمود.
كما دعت إلى ضرورة تعزيز وتمكين النساء العالمات في مختلف أنحاء العالم وتعزيز حضور المرأة في كافة المجالات والمنتديات، والمساهمة بفعالية في إرساء قيم العدل والسلام، ودعم قضايا المرأة عالميًا.
جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من فعاليات مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي، المنعقد بالعاصمة البحرينية المنامة، حيث أكد الدكتور راشد بن علي الحارثي، عميد كلية العلوم الشرعية بسلطنة عمان، خلال إدارته للجلسة والتي جاءت بعنوان : "دور المراة المسلمة في تعزيز الحوار الإسلامي"، أن المرأة هي التي يقوم عليها قوام المجتمع المسلم، فهي الأم التي تربي وتغرس الأفكار، ولها دور كبير في تنشئة الأبناء وتعزيز القيم الإسلامية الأصيلة في نفوسهم، وأثر ما تتركه فيهم سيظل باقيًا ومؤثرًا على سلوكهم وما يعتنقونه من أفكار طوال حياتهم.
وعن دور المرأة في تعزيز الحوار بين المدارس العقدية، قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، إن المرأة تمتلك دورًا محوريًّا في نقل قيم الحوار الإيجابي إلى الأجيال الجديدة، وذلك من خلال تعزيز الاستماع الفعَّال لأبنائها، وتقدير آراء الآخرين.
وأكدت دور المرأة المهم في تحقيق الحوار الإيجابي بين المدارس العقدية، مشيرة إلى أن المرأة المسلمة منذ زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسهمت في نشر الرسالة وتعليم الناس، وبث روح الحوار والتفاهم؛ فقد كانت أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - خير داعم للنبي، ومساندة له في أصعب الأوقات، بينما كانت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مرجعًا فقهيًّا وعقديًّا يتوجَّه إليها الصحابة والمسلمون للتعلم والاسترشاد، مشددة على أن المجتمعات الإسلامية اليوم في حاجةٍ ماسة إلى شخصيات نسائية قادرة على حمل لواء الحوار الإيجابي بين الفرق والمدارس الإسلامية.
من جانبه أكد الدكتور محمود فوزي الخزاعي، رئيس معهد العدالة والحكمة في أمريكا، أن الأمة الإسلامية تمتلك مقومات الوحدة؛ لكن التباينات الفكرية والسياسية أفرزت فجوات تحتاج إلى معالجة جذرية قائمة على أسس الحوار البناء والتفاهم المتبادل.
وشدد على أن المرأة تؤدي دورًا محوريًا في هذا الإطار من خلال دورها المهم في تعزيز ثقافة التسامح والحوار في نفوس الأجيال القادمة، مشيرا إلى أن النهوض بالحوار الإسلامي يتطلب جهودًا جماعية من العلماء والمفكرين وصناع القرار، داعيًا إلى تطوير مناهج تعليمية وإعلامية تدعم قيم الاعتدال والانفتاح، مع ضرورة إشراك الشباب والمرأة في هذا المسار ليكونوا سفراء للوحدة والوعي الحضاري.
فيما وجّهت الدكتورة صافيناز سليمان، زميل جامعة ويسكونسن-ماديسون– بالولايات المتحدة الأمريكية، الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر على اهتمامه بمشكلات المسلمين في الغرب، مؤكدة أن الأزهر يقدم صورة إيجابية يقتدى بها في دعم قضايا المرأة وتمكينها، وأن المؤتمر يعد فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المسلمين في الغرب، ويمكن الاستفادة منه في اقتراح آليات لتواصل المسلمين في الغرب مع المؤسسات الإسلامية في الشرق، وفي مقدمتها الأزهر الشريف الذي يؤكد أن المسلمين في الغرب جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية، ويمثلون مصدراً لقوتها.
جدير بالذكر أن المؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي يأتي استجابة لدعوة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال ملتقى البحرين للحوار في نوفمبر عام 2022، وبرعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيَّات الإسلامية والمفكرين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، حيث يهدف إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين، والتأسيس لآلية حوار علمي دائمة على مستوى علماء ومرجعيات العالم الإسلامي.