بين الطب والإيمان.. هل يكشف العلم كل شيء؟
- الجمعة 14 مارس 2025
الغرائز الحيوانية الفطرية
قال الباحث في ملف الإلحاد حسان بن عابد إن الغرائز الفطرية في عالم الحيوان لا تزال تمثل عقبة كبيرة أمام تفسير نظرية التطور، التي تفشل في تقديم آلية واضحة لكيفية ظهور هذه السلوكيات المدهشة.
وأضاف: "في مشهد مذهل، تقوم أم القُضَاعة بتعليم صغيرها السباحة، وبينما يتردد في البداية، ما إن يلامس الماء حتى يتم تفعيل برمجة غريزية تلقائية، فيبدأ بالتجديف وحبس أنفاسه تحت الماء دون تدريب مسبق. هذه الظاهرة تتكرر في العديد من الكائنات، مثل النمل والنحل والبطاريق والفقمات والطيور، التي وُهِبَت مهاراتها الفطرية منذ لحظة ولادتها".
وأوضح بن عابد أن داروين نفسه أدرك خطورة هذه الظاهرة على نظريته، حيث كتب في الطبعة السادسة من أصل الأنواع: "العديد من الغرائز رائعة لدرجة أن تطورها قد يبدو للقارئ صعبًا بدرجة كافية لإسقاط نظريتي بأكملها".
وتابع: "ومع تطور البحث العلمي واكتشاف المزيد من الأمثلة على هذه الغرائز، ازدادت نظرية التطور هشاشة، بل وأصبحت محاولة تفسيرها للغرائز أكثر سخافة. فكيف يُعقل أن تكون هذه السلوكيات المعقدة والمثالية قد نشأت عبر طفرات عشوائية وانتخاب طبيعي؟".
وختم بقوله: "المنطق والعلم يؤكدان أن هذه الكائنات لم تهتدِ إلى معيشتها بالصدفة، بل هداها خالقها سبحانه وتعالى".