رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هل وضعت الحداثة حدًا للحروب؟!

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 10 فبراير 2025, 11:51 مساءً
  • 74

نشرت منصة رواسخ، اليوم الإثنين، تقريرا بعنوان:  العنف المقدس.. هل وضعت الحداثة حدًا للحروب؟!

وبين التقرير أنه راج في كثير من الأوساط الفكرية أن تحول السلطة من الكنيسة إلى الدولة في شكلها الليبرالي الحديث قد وضع حدًّا للحروب.

وباعتبار أن الكنيسة كانت هي المصدر المُغذِّي للحروب الطائفية والدينية، فلماذا لم يتوقف العنف بانتصار الثورة الفرنسية وتقويض سلطة الكنيسة؟

وأشار إلى أنه في كتاب (أمواج الحرب) يرى أندرياس ويمر أنّ هذا التحول لم يكن نهاية للعنف، وإنما كان تحولًا في المصادر المغذية له، فالمقدس الذي قامت باسمه الحروب أيام مجد المسيحية تحوَّل بعد ذلك إلى الحرب من أجل الوطن والدولة.

 

ومنذ تنامي الأيديولوجيات في القرن التاسع عشر، بدأ المفهوم الجديد للدولة يحظى بنفس قداسة الكنيسة، بل ويستعير طقوسًا من تقاليدها الكهنوتية!

وأضحت الدولة موضوعًا للتضحية والاستشهاد، تمامًا كما كان المسيحيون يستشهدون في سبيل مجد الكنيسة.

وتحوَّل مفهوم الاستشهاد الديني الذي كان يحفز الحروب الصليبية من أجل إقامة مملكة السماء، إلى مفهوم الاستشهاد العسكري الديني حيث الموت البطولي من أجل الوطن.

مثال ذلك الحي في تجربة السياسة الأميركية، حيث تجلَّت ألوهية الدولة فيما يطلق عليه الإيمان القومي..

حيث أصبح العلم الأميركي موضوعًا للعبادة، وابتكرت له أشكال من الطقوس تحاكي التعاليم المسيحية، كتحية العلم وغمسه، ورفعه وإنزاله!
حيث الموت في سبيل الأمة الأميركية واجب مقدس، والجندي يحمل علم أميركا تعبيرًا عن استعداده للموت، كما كان حمل الصليب يعبر عن استعداد المسيحي للموت.
ليخلص الباحث محمد أمزيان في كتابه (أفول الدولة الدينية وظهور الدولة القومية الحديثة) إلى أن التحول الذي حدث في أوروبا لم يكن إلا هجرة للمقدس من سلطة الكنيسة إلى سلطة الدولة
..

وأن حروب الدولة القومية الحديثة ما هي إلا حروب أيديولوجية لا تقل ضراوة عن التعصب الديني الطائفي!

تعليقات