د. عباس شومان: اللغة العربية أشرف اللغات على الإطلاق
- الخميس 26 ديسمبر 2024
محمد سيد صالح
أكد الباحث في
ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، أن الإلحاد يدعو إلى الفساد ونشره، بينما الإيمان
يدعو إلى العدل والأمانة والحفاظ على حقوق الآخرين.
وأوضح في منشور عبر
حسابه الرسمي على فيس بوك، أن الناس الذين يتصرفون بمعزل عن العدالة شريطة أن
يُحصنوا أنفسهم من العقاب، يعيشون بالتأكيد حياة أحسن من الناس العدول الأمناء.
وبين أن السبب
أن العدول لا يأخذون إلا حقهم فقط، أما غير العدول فيأخذون كل ما يسعهم أن
يأخذونه. فضلًا على أن العدول ينحزون بمسؤولياتهم على حساب أنفسهم لأن العدل يتطلب
من صاحبه أن يضحي بالمال والوقت أحيانًا، أما غير العادل فسيجد سبيلًا للتخلص من
مسؤولياته متى كان التخلص منها في مصلحته، فربما يُحَمّلها غيره ليرتاح هو من
مشقتها.
وتابع: مثلًا لو وجدت شنطة ملقاة على الأرض فيها خمسة
آلاف دولار، وبطاقة شخصية تدل على صاحب الشنطة، فالعدل يطالبك بأن تبحث عن صاحب
الشنطة من خلال قسم الشرطة أو السجل المدني الذي يملك بيانات الناس، وهذا يحتاج
إلى انتقالات من مكان لمكان وهذه الانتقالات تحتاج لمالٍ وبعض من الوقت، وفي
النهاية لن تستفيد شيئًا فالمال سيعود لصاحبه وأنت لربما تأخرت على عملك، أما لو كنت غير أمين ستأخذ المال
وتشتري الهاتف الذي تتمناه والملابس الجميلة والعطر المميز.
وأردف: إذا قال
قائل أن الأمانة لها ثمرة ألا وهي إعجاب الآخرين بك، وقربهم منك، ومعاملتهم الحسنة
لك، فمن الممكن أن يتفادى الإنسان هذا الأمر بشيء من المكرِ تتظاهر بالعدل
والأمانة لكنك من داخلك تكون غير عادل وغير أمين، فتتلذذ مثلًا بقتل إنسان يُعكر
صفوك في سبيل أنك ترتاح منه ثم تذهب وتبكي في جنازته بل تأخذ أنت واجب العزاء
بنفسك، ومن الممكن أن تسرق أموال جارك ثم تذهب في الصباح لتبحث معه عن السارق.
وهنا تكون سعدتَ بالمال واستفدتَ من خيانتك وظلمك، وأيضًا جنيت ثمرة العدل من
إعجاب الناس وسعادتهم بك بنفاقك ومكرك.
وأشار إلى أن هذا
الفكر هو فكر بعضٍ من الفلاسفة السوفسطائيين كـ (ثراسيماخوس وغلوكون ).
وفي الحقيقة في
ظل التفكير المادي الإلحادي هذا الكلام منطقي جدًا جدًا، فما المانع إذا كنتُ آمن
من العقاب أن أسرق وأقتل وأغتصب واتلذذ بكل شهوات الدنيا على حساب غيري، ما دمتُ
سأموتُ وأصبح مجرد حفنة من التراب واتساوى مع غيري؟! ستقول لي: أين إحساسك بالآخرين، أو شعورك
بتأنيب الضمير أو ما شابه؟! أقول لك كل هذه المشاعر لا قيمة لها مع الحياة الماديةـ المهم ماذا سأجني أنا، وراحتي وسعادتي
أنا: يقول محمد سيد صالح.
ويستطرد: أما
الإيمان بالله سبحانه ويوم الحساب والجنة والنار كل هذه أمور تجعل الإنسان يعرف أن
حياته لم تنته بعد موته، بل سينتقل إلى دارٍ أخرى يُرَد فيها المظالم لأهلها.
الإيمان بالله يجعل الإنسان يفكر في عدم ظلم الناس وإن كان بداخله يميل إلى ذلك
خشية العقاب في الآخرة، والإيمان بالله يعيد الإنسان لفطرته ويجعله يدرك أن هناك
مشاعر لا تقاس بالنظرة الإلحادية المادية.