الإعجاز في قوله تعالى "والوالدات يرضعن أولادهن"!

  • أحمد نصار
  • الأحد 15 ديسمبر 2024, 2:39 مساءً
  • 24
تعبيرية

تعبيرية

يقول رب العزة في كتاب الكريم " وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودٞ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَٰلِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٖ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرٖ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَاۗ وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّآ ءَاتَيۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ " البقرة: 233]

 

في هذا الصدد، أكد  الدكتور محمد جمعة العيسوي، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر عضو المركز الدولى لبحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إن الناظر في هذه الآية يجد وجوها متعددة من وجوه الإعجاز التشريعي سوف نتناولها في ومضات متتالية لعلنا نقترب من فهم معظم وجوه الإعجاز فيها، لافتا إلى أن وجه الإعجاز، يتمثل في تحديد أقل مدة الحمل من خلال النص في الآية على أن مدة تمام الرضاعة حولين كاملين، ففي في قوله تعالى : " ‌وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ"، وكذلك في قوله تعالى في آية أخرى : "  وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ إِحۡسَٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهٗا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهٗاۖ ‌وَحَمۡلُهُۥ ‌وَفِصَٰلُهُۥ ‌ثَلَٰثُونَ ‌شَهۡرًاۚ "

 

وتابع: فجمع هنا بين الحمل والرضاعة وجعلها ثلاثين شهرا  وفي سورة البقرة حدد الرضاعة، فإذا حذفنا من الثلاثين شهرا أربعة وعشرين شهرا وهي الحولين بقي ستة أشهر هي أقل مدة الحمل الذي يمكنه العيش ومن ثم الرضاعة، وقد ثبت طبيا صحة هذا الأمر وأن المولود لا يعيش لدونها  فسبحان من أخبر وعلم .

 

وختم قائلا: قد استنبط هنا وجها إعجازيا هو ارتباط زمن الحمل والرضاعة ارتباطا جعلهما كالشيء الواحد في جملة زمن الحدثين  وقد أشارت إليه الآية في قوله تعالى : ‌وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ فجمع بين الولادة طلب الرضاعة  وهو ما كشف عنه الطب الحديث كما سيأتي في الومضات القادمة .

 

تعليقات