هيثم طلعت: إبهار النظام المعلوماتي الذي يُشفر للكائنات سيظل حَجَر عثرة في وجه الإلحاد
- الأربعاء 25 ديسمبر 2024
الصوم
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة، إن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة، يعطي فرصة ذهبية للنظام المناعي للقيام بدوره على أكمل وجه ، ويخفف الأعباء عن أجهزة الجسد لأن الطعام الزائد يرهق الجسم، ولذلك وبمجرد أن تمارس الصوم، فإن خلايا جسدك تبدأ بطرد السموم المتراكمة طيلة العام، وسوف تشعر بطاقة عالية وراحة نفسية وقوة لم تشعر بها من قبل!
أظهرت دراسة جديدة نشرت
في المجلة الأمريكية لعلم التغذية السريري أن الصوم المتقطع المشابه للصوم عند المسلمين
مهم جداً لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين، كما
لفتت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى
إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون "الأديبونيسيتين" الذي يسهم في
تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على
لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الإنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم
للجلوكوز في الجسم، وفقا لما ذكره الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن المهندس عبد
الدائم الكحيل.
وتابع: كما كشفت دراسة
أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت
مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين
برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين
يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري، فضلا عن ما أثبتته دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل
الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً،
بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل
النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول
إلى أورام في المستقبل.
وأردف قائلا إن
الدراسات العلمية أيضا كشفت عن دور الصوم المتقطع، في تأخير هرم الخلايا الدماغية،
ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر. هذه الدراسة أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة
في الولايات المتحدة الأمريكية، حول تأثير محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي
تنخفض فيها السعرات الحرارية إلى النصف تقريباً، وتبين دور الصوم في تأخير هرم الأنسجة
الدماغية، لافتا إلى ما قاله البروفسور الألماني هانزديتليف فاسمان (مدير قسم جراحة
الأعصاب في مستشفى مونستر الجامعي) إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر يعد
"منشطاً للمخ". ويؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو الكثير
من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور الكتان تمنع حدوث اضطرابات
في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للخرف أو السكتة الدماغية.
وختم قائلا: إن السؤال...
أليس الصيام كله خير؟ إذاً تأملوا معي قول الله تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورةالبقرة: 184]..