بالقصص الدينية.. الأزهر للفتوي يؤكد ضرورة ترسيخ عبودية الله في قلوب الأبناء
- السبت 14 ديسمبر 2024
لم تكن العلوم البشرية وخاصة الفلكية منها قد وصلت الى ما وصلت اليه اليوم من تطور علمي وتقني وقت نزول القران الكريم. حيث ارتادت البشرية الفضاء واكتشفت ظلمة الكون عند اجتياز طبقة الغلاف الجوي الارضي بعد نزول القران باربعة عشر قرنا من الزمن. حيث فوجئ أول رائد الفضاء الأمريكي نيل ارمسترونغ عام 1969 بظلمة فجائية حالكة وعدم قدرة على الرؤية لحظة خروجه من طبقة الغلاف الجوي (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ بابًا مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ15).
حيث تبين بان الظلمة هي الاصل في الكون وتشكل 25% من الكون بأكمله وسميت فيما بعد بإسم المادة السوداء Dark Matter بعد ان كان يعرف الليل او الظلمة باللاشيء وهذا ما ثبت عدم صحته فيما بعد. حيث اكتشف بان للظلمة او المادة السوداء درجة حرارة وكثافة وجاذبية عالية جدا تساعد على بناء النجوم والمجرات بعد ان تتكاثف الغازات والغبار الكوني بفعل جاذبية المادة السوداء تلك وما ينتج عنها بعد ذلك من تفاعلات نووية تؤدي الى تكون الهيليوم والطاقة الضوئية والحرارية التي تشع بها النجوم مثل الشمس التي ننتمي اليها. كما يمكن ملاحظة جاذبية المادة السوداء من خلال الانبعاج الضوئي الذي تقوم به التجمعات المجرية للضوء القادم من المجرات المتواجدة خلف تلك التجمعات. علما بأن التجمعات المجرية تلك تتكون من نجوم وكواكب تابعة لها (للنجوم) وكويكبات بالاضافة الى المادة السوداء التي تشكل النسبة الاكبر من بين مكونات المجرة والتي تؤثر بجاذبيتها العالية على الضوء القادم من المجرات البعيدة وتحرفه عن مساره.
فالكون عبارة عن ظلمة حالكة محيطة بكل النجوم والكواكب والكويكبات والمجرات احاطة كاملة ونجد هنا اشارة وومضة معجزة في الاية الخامسة من سورة الملك (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ) عندما يصف لنا رب العزة النجوم (مَصَابِيحَ) التي نراها في صفحة السماء بانها زينة فهذا خير دليل على ضآلة تلك النجوم (المادة المرئية) مقارنة بحجم الظلمة الكونية (المادة السوداء) لان الزينة عادة ما تكون الجزء الاصغر من مجسم او منظومة ما. وهذا ما اثبته العلم الحديث؛ حيث تبين ان نسبة المادة المرئية للكون لا تتجاوز الخمسة بالمئة من حجم الكون المرئي بينما نسبة المادة السوداء تصل الى 25% وماتبقى من الكون عبارة عن طاقة مظلمة Dark Energy. كما اثبت العلم الحديث ايضا بان الشمس وغيرها من النجوم محاطة احاطة كاملة بالظلمة او المادة السوداء تلك كما جاء في الاية الرابعة من سورة الشمس (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا). ومما لا شك فيه فإن مصدر هذه الكلمات المعجزة هو الله تعالى الذي يرى ويحيط بكل شئ علما.
و حتى تلك الشمس البازغة التي تشرق علينا نهار كل يوم ارضي لا نرى منها سوى قرصا ازرقا باهتا عند اجتيازنا لطبقة الغلاف الجوي الارضي الذي يجلي ضوء اشعة الشمس من خلال تشتيت تلك الاشعة الضوئية الشمسية من على هباءات الغبار وجزيئات الغاز المكونة للغلاف الجوي وهذا ما اشارت اليه الاية رقم 3 من سورة الشمس (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) والنهار هنا هي طبقة النهار في الغلاف الجوي الارضي التي تشتت الاشعة الشمسية كي نحصل على منظر النهار المبهج والبراق. وبكلمات اخرى فإن طبقة الغلاف الجوي هي التي تجلي الشمس وليس العكس في سبق علمي يهد بربوبية كلمات هذه الاية الكريمة. وكي يبين لنا رب العزة رقة طبقة النهار مقارنة بظلمة الكون المحيطة بالكرة الارضية والمتصلة بطبقة النهار تلك قال تعالى في الاية رقم من سورة يس (وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ) حيث شبه رب العزة طبقة النهار بجلد الذبيحة الذي نسخله من جسدها بعد اتمام عملية الذبح في اشارة الى تشابه كل من طبقة النهار وجلد الذبيحة في رقتهما بالنسبة الى ظلمة الكون وجسد الذبيحة على التوالي. وهذا ما اثبته العلم الحديث؛ فرائد الفضاء الناظر الى الارض من على القمر مثلا يرى ظلمة حالكة تحيط بكامل الكرة الارضية وطبقة النهار عبارة عن طبقة رقيقة جدا تحيط بالجزء الارضي المقابل للشمس وتكون متصلة بظلمة الكون. اما الجزء الاخر من الكرة الارضية فيكون مغمورا بشكل كامل في الظلمة الكونية. والصورة التي في الاسفل توضح لنا منظر الارض من على سطح القمر.