"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
هيثم طلعت
أكد الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، أن قول الملحد "ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون" يُسمى بـ: التوسُّل بالمستقبل، وهو أكبر مغالطة يقع فيها الملحد!
وبين أن لسان
حال الملحد: سأكفر على أمل أن يَظهر في المستقبل ما يدعم كُفري، سأكفر من أجل حُجَّة قد تظهر في
مستقبلٍ لن أكون فيه، وهكذا حال ملاحدة ذاك المستقبل سيقعون في نفس
المغالطةـ ولن تجد مَن يتفكَّه ويتندَّر بكل هؤلاء مثل
المستقبل!
وأشار طلعت إلى
قول الحق تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا
اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ
وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: 16].
وشدد على أن ليس
من العقل في شيءٍ الاحتكام إلى تخميناتٍ وفُروضٍ لمنع تفسير الظاهرة في إطارها
الدلالي على الخالق، وليس من العقل في شيءٍ الاحتكام إلى توهُّمات
لمنع تفسير ظهور الكون الذي أتى بهذا الضبط في إطاره الدلالي على المُوجِد الذي
أتقن كل شيء.
وأوضح أنَّ هذا
التعطيل هو تعطيل لوظيفة العقل، مردفا: إذا كُنَّا عند هذه المرحلة، ومع هذه
المعطيات الساطعة نعاند الإيمان بالخالق، فعند أي مرحلةٍ نُسلِّم له؟
ولفت إلى قول
الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي
أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10].
ودعا طلعت إلى تحكيم العقل في هذه القضة، متابعا: كون جاء في لحظةٍ بمنتهى الضبط، وبثوابتَ فيزيائية مبهرة بحيث لو اختلَّ ثابت واحد منها بجزء من مليارات مليارات الأجزاء لما ظهر، أليست هذه المقدمة تُثبِت أنَّ: الإيمان الدينيَّ بالخالق أحقُّ وأوْلى من الغرائب التي نسمعها من الملحدين؟ لا يمكن لشيء منضبط بهذا الضبط كالثوابت الفيزيائية التي بدأ بها كوننا أن تأتي بالصُّدفة، فلا عَلاقة للصُّدفة بهذا الإبهار!