هيثم طلعت: فرضية خروج جُسيمات باستمرار من الفراغ الكوانتي من أشهر تدليسات الملاحدة
- الأحد 17 نوفمبر 2024
القرآن
من الشبهات الشهيرة التي يروج لها الملاحدة ، هي أن القرآن الكريم، فيه خطأ
نحوي، قال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ
تَوَّابٌ حَكِيمٌ) [النور: ]، ففي هذه الآية لدينا فعل الشرط ولكن لا يوجد جواب للشرط،
حيث في تفسير الطبري: يقول تعالى ذكره: ولولا أن تفضَّل الله عليكم أيها الناس ورحمكم،
وأن الله ذو رأفة، ذو رحمة بخلقه لهلكتم فيما أفضتم فيه، وعاجلتكم من الله العقوبة.
وترك ذكر الجواب لمعرفة السامع بالمراد من الكلام بعده، وفقا لصفحة الإعجاز العلمي
في القرآن الكريم.
وتابعت: إن الله تعالى ترك ذكر جواب الشرط رحمة ورأفة بعباده وختم الآية بقوله:
(وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ).. فالله عز وجل لأنه تواب حكيم فلم يذكر لهم ماذا
سيحدث لولا فضل الله عليهم، فلم يذكر لهم الهلاك أو العذاب.. وذلك رحمة بعباده.
ونوهت إلى أن هذه الآية لا تحوي خطأ لغوياً بل هي رحمة الله تعالى، ومن جهة
ثانية ترك الله لك أيها الإنسان تقدير ماذا يمكن أن يحدث لولا فضل الله.. كل حسب تفكيره..
فالتاجر مثلاً يذهب تفكيره للخسارة ، الطالب يذهب تفكيره للرسوب والفشل.. العامل يذهب
تفكيره لقلة الرزق... أي أن كل إنسان عندما يقرأ هذه الآية: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ)، وفي آية ثانية قال تعالى:
(وَ لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)،
فإنه يتخيل ماذا سيحدث له لولا فضل الله ورحمته! وبالتالي ترك المجال مفتوحاً.. ولكن
لو قال مثلاً كما في آية ثانية: (فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ
لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [البقرة: 64]. فهذه الآية حددت لك احتمال أن تكون من
الخاسرين.. وهكذا لا يوجد خطأ بل رحمة!
وختمت أنه كما
أن مثل هذه الآيات تترك لك لمجال لتتخيل ماذا يمكن أن يحدث لولا رحمة الله بك.. وبالتالي
سوف تزيد الإيمان بالله وبخاصة عندما تفكر بالنعم من حولك: نعمة البصر، نعمة السمع،
نعمة الكلام، نعمة الأمن... وتفكر ماذا يحدث لو فقدت نعمة من هذه النعم العظيمة.. كيف
ستكون حياتك.. وهكذا تزداد إيماناً بالله تعالى.