سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ.. ماذا يحدث لعين الإنسان عند النوم؟ (فيديو)
- الأربعاء 13 نوفمبر 2024
رد عبدالله محمد وهو طبيب أسنان مهتم بتفنيد شبهات الإلحاد، على قول بعض الملاحدة، إن "لا يمكن إثبات الوجود الإلهي بالمنهج العلمي لذلك لن نؤمن به ".
وبين أن هذا الاعتراض يعد من أشهر الإعتراضات التي يحتج بها ملاحدة العصر
الحديث في عدم الإيمان بوجود الخالق -عز وجل – مبينا بطلانه وفساده، كما يلي:
إن من يحصر العلم في العلم التجريبي فقط فهو - بلا شك - سيقع في مآزق
كبيرة، فمثلا نجد ان العمل والأخذ بالعلم التجريبي نفسه لا يقوم على العلم
التجريبي وانما يقوم على الاستدلال المنطقي (العقل)؛ فمن خلال الاستدلال المنطقي
(عقله) استطاع ان يقارن بين العلم التجريبي وبين العقل والحس والخبر، ورأى من خلال
عقله ان أفضل نتائج كانت متمثلةً في العلم التجريبي دون غيره، فهو إذاً استخدم
عقله ليعمل ويأخذ بالعلم التجريبي كحجة وبرهان قوي، فلو أنكر حجة الاستدلال
المنطقي (العقل) لبطل الإحتجاج بالعلم التجريبي لأنه في الأصل قائم على العقل الذي
قارن نتائج كل دليل ورجح نتائج دليل العلم التجريبي.
نخلص إذاً ان الاستدلال المنطقي (العقل) مصدر قوي جدا بل وبدونه لا يقوم
العلم التجريبي
ثانيا: يقولون: لا يمكن التحقق من أي شئ إلا من خلال العلم التجريبي!
وهذه الجملة كارثية فهي تحتوي على فساد ذاتي ينسفها ألا وهو ان هذه القاعدة
نفسها غير مثبتة بالعلم التجريبي فليس هناك تجربة ما سنجريها ثم نجد النتيجة تقول
لنا " لا يمكن اثبات اي شئ إلا من خلال العلم التجريبي" وبذلك اما ان
تقول ان القاعدة فاسدة لأنها غير مثبتة بالعلم التجريبي - وبذلك يبطل الإحتجاج
بها- او تقول ان العلم التجريبي ليس هو المصدر الوحيد للتأكد من حقيقة الأشياء
وبذلك ينتهي إعتراضك!!
ثالثا: العلم التجريبي نفسه يحوي الكثير من الحقائق الغير مثبتة تجريبيا!
نجد مثلا أنه لا يوجد أي عالم منصف يقول إنه رصد الإلكترون أو الذرة أو
البروتين قبل عام 2016، بل نحن نرصد آثارهم فقط ولا نرصدهم بذاتهم، ومع ذلك فمعظم
العلوم تقوم على هذه الحقائق الغير مرصودة تجريبيا وانما مرصودة آثارها فقط!!
وهو ما يسمى بمغالطة إزدواجية المعايير؛ حيث يقبلون ويسلمون بهذه الأشياء
كحقائق علمية على الرغم من عدم رصدها وفي نفس الوقت يرفضون الإيمان بالله لأنه -
عز وجل - لا يمكن رصده بذاته من خلال العلم التجريبي ويمكن رصد آثاره في كل أرجاء
الكون بداية من الكوارك وانتهاء بالمجرات! ، فلما هذا التناقض!
رابعا: هل العلم التجريبي يمكنه البحث في كل شئ؟
قطعاً هناك الكثير من الاشياء والعلوم التي لا دخل للعلم التجريبي فيها مثل
علم التاريخ فلا يمكن تجربته نهائيا حتى وإن وجدنا رسومات في المعابد فما الذي أدراك
أن صاحبها لم يكذب ويزور تاريخ عصرهم ليخدعنا!! فلا يمكنك التحقق من هذه الأخبار
تجريبيا، فيبقى الأمر إذاً معتمداً على مدى موثوقية وصدق من نقل لنا هذا التاريخ
ولا دخل للعلم التجريبي في ذلك، ومع ذلك فجميع البشر يأخذون ويحتجون بعلم التاريخ
في كافة حياتهم ، فحين تتذاكر أنت
وصديقك ذكريات الطفولة وتبتسمون فلا يقل أحد للآخر أني لا اتذكر تلك الأحداث فعليك
أن تثبتها لي من خلال العلم التجريبي! بالطبع لا يوجد عاقل يفعل ذلك
وعندنا العقل البشري والإدراك والمشاعر وكل المعنويات لا دخل للعلم
التجريبي في إثباتها ولا نفيها ومع ذلك لا يوجد عاقل يقول لن أصدق بوجود الوعي
والمشاعر وكافة المعنويات إلا إذا أثبتها العلم التجريبي!
خامسا: لماذا أنتم دائما متناقضون؟!
تؤمنون بنظرية التطور وتجعلون منها حقيقة علمية على الرغم أنه لا يمكن
إثبات ولا رصد إنتقال كائن حي من نوع إلى نوع آخر بالعلم التجريبي وتهربون من هذا
المأزق بأن تقولوا أن هذا التطور يحتاج إلى ملايين السنين وهذه حجة إفلاسية
وهروبية تدل على عدم إمتلاك أي دليل ملموس على تطوركم المزعوم وحتى أنه لم يثبت
بالعلم التجريبي أن هذا الإنتقال يحتاج إلى ملايين السنين ولا تتحدثوا عن تطور
الفيروسات مثل فيرس كورونا لأن هناك فرق بين التأقلم وبين التطور الكبروي فالتأقلم
أو التطور الصغروي يحدث داخل نفس النوع ولا يؤدي الى ظهور نوع جديد فالفيرس يظل
فيرس كما هو، حتى الأحافير لم يتم ترتيبها في سلسلة من خلال العلم التجريبي وإنما
تم ترتبيها بعد افتراض صحة النظرية ثم ترتيب الأحافير وفقها فلو طبقنا معياركم (العلم
التجريبي )على نظرية التطور لانهارت نظريتكم المتهافتة.
وتؤمنون بالأكوان المتعددة بل وتتخذونها حجة في انكار وجود الخالق عز وجل (
بالرغم أنها لا تنفي ذلك وإنما تزيد عبئ التساؤل عن سبب وجود كل تلك الاكوان من
العدم) وهي ليست قائمة على العلم التجريبي ولا تم رصدها تجريبيا
فلو طبقنا هذا المعيار لانهار إلحادكم.؛ فما لكم كيف تحكمون!
وشدد على أن العلم التجريبي مجاله محدود بحدود المادة فقط ولا شأن له بما
وراء المادة ولا بما هو خارج كوكبنا، فهو اسمه العلم الطبيعي فكيف لك ان تطلب منا
ان نثبت لك ماهو غير طبيعي -ميتافيزيقي- (الله عز وجل) عن طريق العلم الطبيعي، كيف
هذا أيها العاقل، كيف للطبيعي أن يبحث في غير الطبيعي! فهذه مغالطة منطقية تسمى (استخدام
الأدوات الغير مناسبة) فالعلم الطبيعي ليس مناسبا للبحث فيما وراء الطبيعة فقضية
وجود الخالق عز وجل ليست من مجالات العلم التجريبي اصلا حتى نضعه معيارا لصحتها!
فننتهي أن العلم يشمل ( العلم التجريبي -الطبيعي-،، العقل،، الحس،، الخبر الصادق،، العادة -ما نسميها بالفطرة- ) وليس مقتصرا على العلم التجريبي فقط، فهو أحد فروع العلم وليس العلم كله.
وضرب الباحث في ملف الإلحاد مثالا بسيطا على حجية الخبر الصادق، متابعا: هو مثال نمارسه جميعاً في حياتنا وخصوصاً في دراساتنا فحين كنت تدرس في الصف الإعدادي في مادة البيولوجي -علم الأحياء- وتجد ان العالم مندل قام بتجاربه على نبات البازلاء واستنتج ان الصفات المكتسبة لا تُورَّث فأنت لا تحتاج إلى ان تقوم بتجاربه أيضا لتتحقق من موثوقية نتائجه بل تعتمد على صدق الخبر الذي جاءك من مؤلفي كتاب العلوم أنهم نقلوا عمن عاين تجارب مندل بنفسه، فنحن جميعاً نحتج يوميا بحجة الخبر الصادق فمن ينكره يقع في كوارث!
واختتم بطرح سؤال: لو أن العلم لم يثبت وجود الله فهل يكون قد نفي وجود الله عز وجل؟ على سبيل المثال العلم قد اكتشف حوالي 6% من الكون فهل يكون العلم قد نفى وجود باقي الـ 94% من الكون لأنه لم يكتشفه بعد؟! قطعاً لا، هو فقط لم يكتشفه ولكنه لم ينفي وجوده بجانب أن العلم التجريبي له قدرات لا يمكن ان يتخطاها بشهادة العلماء نفسهم.