مركز حصين: أعظم خصائص العقيدة الإسلامية تأسيسها على البراهين والحجج اليقينية

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 8:35 مساءً
  • 26
تعبيرية

تعبيرية

قال مركز حصين المختص في الرد على الشبهات، مواجهة الإلحاد، إنَّ من أعظمِ خصائصِ عقيدتِنا الإسلاميةِ الصحيحةِ أنَّها عقيدةٌ أُسِّسَت على البراهينِ الصحيحةِ، والحُججِ اليقينيةِ، والأدلةِ النقليةِ العقليةِ، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ ‌بُرْهَانٌ ‌مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا[النساء: ١٧٤].

 

وبين في موضوع "خطبة الجمعة" الذي نشره عبر موقعه الرسمي، أن البرهانُ هو الدليلُ القاطعُ للعُذْرِ، والحُجَّةُ النيِّرةُ الواضِحةُ المُزيلةُ للشُّبهةِ، والتي ما إن تسمَعُها الأذنُ ويتلقّاها القلبُ السليمُ حتى تغرِسَ فيه اليقينَ الذي لا يَعتريهِ شكٌّ أو ريبٌ.

 

وشدد على أن كلُّ أصولِ العقيدةِ ومباني الإيمانِ، يُبرهِنُ اللهُ عليها بالأدلةِ والبراهينِ العقليةِ، وعندما يُكلِّمنا اللهُ عن إلـٰهيتِه، يُخاطبُ قلوبَنا وعقولَنا، قائلًا: ‌أَفَمَنْ ‌يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ[النحل: ١٧]، أيستوي الخالقُ مع المخلوقِ؟ أيُمكن أن يكونَ المعدومُ الفقيرُ إلى مَن يُحييه إلهًا؟ اسمعِ الآياتِ كيف تدمَغُ كلَّ باطلٍ، يقول ربنا: أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ ‌خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[النمل: ٦٠-٦٤].

 

وأوضح أن هذه براهينُ كالشمسِ، تُخبِر عن إلـٰهيّةِ اللهِ الحقِّ، خلقٌ وإيجادٌ، إحكامٌ وإتقانٌ، رعايةٌ وإحسانٌ، آياتٌ باهراتٌ. فهاتوا برهانَكم وحُجَّتَكم على هذه الأباطيلِ والأوثانِ والأندادِ والإلحادِ، وأنَّى لهم ذلك، مؤكدًا أنه ليس معَ المبطلِ حجةٌ، ولا معَ المشركِ برهانٌ، ولا معَ المُلحدِ سلطانٌ، كلُّها محضُ ظنونٍ وأوهامٍ.

 

ولفت إلى قول الله: إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ ‌سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى[النجم: ٢٣]، مشددا على ضرورة أن يقرأ الإنسان القرآنَ ليسمعَ فيه الحُجَجَ الباهرةَ على كلِّ أصلٍ من أصولِ هذا المعتقَدِ الصحيحِ.

 

آياتُ الكتابِ المسطورِ تُخبرُكَ بالحقِّ عن آياتِ الكتابِ المنظورِ، فيخبرنا سبحانه عن آياته، أنّها آيات لِقَوْمٍ ‌يَعْقِلُونَ[الرعد: ٤]، ولِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ[يونس: ٦٧]، ولِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد: ٣].

وقد أنكرَ المشركونَ البعثَ ولقاءَ الله، فخاطبَ سبحانهُ عقولَهم وقلوبَهم قائلًا: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ ‌الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[فصلت: ٣٩] أرأيتم تلك الأرضَ المُجدبةَ الميتةَ، لا زرعَ فيها ولا ثمرَ، كيف ساقَ إليها القديرُ سبحانه ماءً عذبًا فراتًا، فأحياها بعد موتِها؟ أيُعْجِزُهُ سبحانه أن يُحيِيَكم أيها الخلقُ بعد أن أماتَكم وهو واهبُ الحياةِ؟

 

وتابع: إنه يَنسِفُ غُرورَ ذاك الإنسانِ المتعجرفِ قائلًا: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ ‌يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ[يس: ٧٨-٨١].

 

وأولئك الذين جحدوا نبوةَ رسولهِ محمدٍ ﷺ ينادي عليهم أن يُحكِّموا عقولَهم ويتفكّروا، قائلًا: قُلْ إِنَّمَا ‌أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ[سبأ: ٤٦].

 

تفكَّروا، أيُعقَلُ أنْ يكونَ محمدٌ ﷺ مجنونًا، وهو الراشدُ الصادقُ الأمينُ، الذي عرفتموه وما جربتم عليه كذبًا ولا سفهًا قطُّ؟! ألم يَلبثْ رسولُ اللهِ ﷺ بينَكم عُمُرًا طويلًا، لا يقرأُ ولا يكتبُ، ثم جاءَكم بكتابٍ فيه الحقُّ لا تشوبُه شائبةٌ، فكيفَ يكونُ هذا من عندِه؟! قال تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا ‌تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [العنكبوت: ٤٨].

ولذا أمرهُ اللهُ أن يُكلِّم عقولهم قائلًا: قُلْ ‌لَوْ ‌شَاءَ ‌اللَّهُ ‌مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [يونس: ١٦].

 

وأشار مركز حصين في موضوع خطبة الجمعة، أن الله  وصفَ اللهُ هؤلاء الجاحدينَ والمشركينَ والمتشكِّكينَ بأنهم لا يعقلونَ حقًا، لأنهم كالأنعامِ، بل هم أضلُّ، إذا خوطبوا بالحُجَّةِ والبرهانِ، قالوا: نحنُ على ما عليهِ الآباءُ والأسلافُ، فأيُّ حجةٍ في ذلك، لذا قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا ‌يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ[البقرة: ١٧٠]، وإنهم حقًّا كما قال الله: وَأَكْثَرُهُمْ لَا ‌يَعْقِلُونَ[المائدة: ١٠٣].

تعليقات