لماذا لا ينصر الله المقاومة؟.. محمد داود يوضح

  • أحمد حمدي
  • الجمعة 04 أكتوبر 2024, 11:39 صباحا
  • 153
لماذا لا ينصر الله المقاومة

لماذا لا ينصر الله المقاومة

أين الله مما يحدث على أرض غزة من دمار شامل وإجرام الصهاينة؟.. سؤال يدور في أذهان البعض ويروج له دعاة الإلحاد لتشكيك المسلمين في دينهم، بل وتشكيك أصحاب الأديان الأخرى أيضا.

وفي هذا الصدد قال المفكر الإسلامي محمد داود، إن هناك أسئلة مشابهة أيضا تطرح في الأذهان، مثل: لماذا يتم قتل الأنبياء؟ ويتم قتل الصالحين؟ وأين الحماية الإلهية لهم؟

وأوضح أن من أكثر القصص التي شغلت ذهنه وهو يقرأ القرآن قصة نبي الله يحيى عليه السلام، فهو نبي شاب، رزق الله أبويه به على كبر.. وسماه بنفسه سبحانه، واختار له اسما لم يتسم به أحد قبله.. وصنعه لهما على عينه، فكان آية في الخلق والدين، ورزقه النبوة، ثم إذا به يُذبَح شابا على يد ملك ماجن قدم رأسه الشريف مهرا لامرأة بغي!

 

وتابع: هاجت الخواطر في نفسي: ألم تكن الأرض والناس أحوج لهذا النبي الكريم من ذلك الملك الماجن ومن معه؟ ألم يختر الله له اسما فيه معنى الحياة؟ ألم يكن يحيى أكرم على الله من أن يجعله رخيصا تعبث برأسه المقطوعة بغي، أو يستهين بها ظالم؟! أليس هذا يحيى السيد الحصور الخلوق المحبوب من الناس جميعا لوجهه الحسن وسمته الأحسن؟ فلم يموت هذه الميتة الشنيعة وهو النبي الثلاثيني صغير السن كبير المقام.

 

وذكر أنه وجدد في ثنايا القرآن ولطائف السيرة ورائع السنة ما أراح قلبه، وشفى صدره، متابعا: "وجدت أن الأهم عند الله ليس وجه يحيى الجميل ولا رأسه الكريم، لكن الأهم عنده سبحانه هو إقامة الحجة وأداء الأمانة وقد فعل، وبعد ذلك فالجنة أولى بشبابه، وسكانها أولى بجواره، ووجدت أن البشرية المسكينة تطفئ مصابيحها بيدها عن طريق ملوكها الظالمين أو شعوبها الخانعين، وأن الثبات على المبدأ أفضل عند الله من بقاء النبي، ولو كان بروعة يحيى، وأن انتصار العقيدة وأصحابها هي النصر الحقيقي ولو كان ثمن ذلك ألف نبي"، وتسائل: ما قيمة بقاء أحدنا على حساب دينه؟!

 

وأردف "داود": وما قتل يحيى وزكريا وأصحاب الأخدود وآلاف النبيين إلا رسالة بذلك، ووجدت أن آلاف الطواغيت من أمثال من قتلوا يحيى هلكوا وخمُل ذكرهم بينما المذبوح من أجل الحق أبقى ذكرا بين الخلق!

 

واستطرد: كأن الله يقول لك من خلال يحيى وقصته قم للحق واثبت عليه، ولا تتضعضع فيه وإن قتلت قتلة رخيصة من أناس رخاص فما خلقتك إلا لمثل هذا، وما بعد ذلك فعلى الدنيا العفاء، فدلال الناس على الله، والمسترخصون حياتهم له يعيشون هنا قصيرا لأن الباطل لا يطيقهم... بينما حياتهم الأطول هناك عند من مضى وقد صنع صنيعهم؛ لهذا كان غلام أصحاب الأخدود يهين قاتله الملك باستخفافه بالموت، ولهذا كان زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي يغيظان قاتليهم في مكة باستهانتهم بالموت وهم على خشبة القتل بعد الصلب!

 

وشدد على أنه لو كان المقصود بقاء المصلحين ما سمح الله بقتل يحيى مثل هذه القتلة، لكن المقصود هو بقاء الدين ولو فنينا من أجله أجمعون.

 

وأوضح أن المصلح قيمته هناك لا هنا، وروحه مقامها قصير في عالم الفناء.. فليحسن عمله، وليثبت على دينه، ثم ليترك الأمر لصاحبه. إن شاء قبضه وإن شاء أبقاه، لكن المهم أن يبقى الدين ولو مات هو من أجله ألف مرة.

 

واختتم بالقول: أما الطغاة فموتهم من الضعف ألف مرة أمام استعلاء المؤمنين، أشد على نفوسهم من ألف طعنة بسكين


تعليقات