ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
جانب من الندوة
أكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أهمية الأخوة الإنسانية، كونها ضرورة وجودية، لا غنى عنها، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هذه القاعدة التي رسخها الإسلام على مر العصور، وبناها الرسول ﷺ، لولاها لتحولت الحياة الإنسانية إلى غابة، حيث يأكل القوي الضعيف.
وتابع
"الجندي" خلال حديثه في ندوة تحت عنوان "الأخوة الإنسانية.. ضرورة وجودية"، بالجامع الأزهر، أنه
لا شك في أن الأخوَة الإنسانية ضرورة حتمية للحفاظ على استقرار وأمن المجتمع البشري،
ومن دونها تباد الحياة، مشيرا إلى سيدنا رسول الله ﷺ ، جسد هذا المعنى من خلال زيارة مرضى غير المسلمين،
ووثيقة المدينة المنوَّرة كانت خير شاهدٍ على تلك الأخوَّة التي رسَّخت البِرَّ والقِسط
في التعاملات.
وأردف قائلا: أن القرآن
الكريم، كان واضحا في تأكيدة على هذه المبادئ السامية في دعوته إلى وحدة العنصر الإنساني،
حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ﴾،
ليوضح بذلك أنَّ الناس جميعًا من أصلٍ واحد وهو التراب فكلنا لآدم وآدم من تراب، ولا
يوجد في المنظومة الإنسانيَّة أُناسٌ خُلقوا من ذهبٍ وآخرون خُلقوا من فضَّة، فالكل
لآدم وآدم من تراب. ومن هنا تتجلى القيم الإنسانيَّة السامية التي تجمع بين البشر دون
تمييز، وهي القيم التي رسَّخها رسول الله ﷺ في كل معاملاته.
ولفت إلى أن الأزهر الشريف ييعد امتدادًا لهذا المنهج النبوي في ترسيخ الأخوة الإنسانية، حيث تواصل قبة الأزهر المعمور التقاط أنوارها من القبة الخضراء في المدينة المنورة، وقد تمثلت هذه الأنوار تمثلت في معارفه وأخلاقه التي رسخت هذه القيم قولًا وفعلًا، والأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل، كان ولا يزال منبرًا لنشر هذه المبادئ، حيث أذاع سيدنا الإمام المراغي، صوت الأزهر في مفهوم التعايش السلمي بين الأديان في مؤتمر الأديان الذي عُقد في بروكسل عام 1936م، وبعده الشيخ محمد عبد الله دراز في مؤتمر الأديان في فرنسا عام 1939م.