باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
من يتأمل دقة صنع المخلوقات من حولنا، ولكل عالم من الحيوانت استيراتجية وعالم خاص به، سيدرك أن هناك صانع عظيم أتقن كل شيء، فسبحان الذي جعل لكل مخلوق استراتيجية مميزة للحفاظ على حياته، سواء كان ذلك في الهجوم للحصول على الغذاء أو في الدفاع عن نفسه ضد الأعداء، وأن هذه الاستراتيجيات ليست مجرد تصرفات عشوائية، بل هي أنماط سلوكية معقدة ومتكررة، تبرز بشكل واضح عند الحيوانات، وتعكس قدرة الخالق سبحانه وتعالى في برمجة هذه الكائنات وفق غريزة فطرية تساعدها على البقاء.
يشير الباحث في
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فراس وليد، إلى استراتيجيات الهجوم عند الحيوانات،
وكيف تحولت هذه الاستراتجية عبر التاريخ إلهام للمحاربين من البشر عبر التاريخ،
موضحا أن في عالم التماسيح والصبر الفتاك، تعتمد في صيدها على استراتيجية الصبر الطويل. تبقى
تحت سطح الماء ساكنة تماماً، منتظرة اقتراب الفريسة إلى الماء. وبمجرد أن تكون الفريسة
في متناول يدها، تنقض عليها بسرعة مذهلة وتجرها إلى الأعماق. هذه الاستراتيجية تعتمد
على عامل المفاجأة والسرعة في الهجوم، مما يضمن للتمساح غذاءه دون مقاومة تذكر،
أما بالنسبة إلى النمل الصياد (النمل المجنون): يستخدم النمل الصياد استراتيجية الهجوم
الجماعي،فعندما يحدد فريسته، يجتمع عدد كبير من النمل ليهاجمها بشكل منسق ومنظم، مما
يؤدي إلى إرباك الفريسة وإضعاف مقاومتها حتى تتمكن جماعة النمل من القضاء عليها تمامًا.
هذا النوع من التعاون الهجومي يبرز الذكاء الجماعي الذي تمت برمجة هذه الكائنات عليه.
وتابع: أما بالنسبة
إلى العناكب فهي تستعين بشباكها التي تنسجها بدقة متناهية. فهي لا تهاجم الفريسة مباشرة،
بل تنسج شباكها وتتركها في أماكن استراتيجية، منتظرة أن تقع الفريسة فيها. بمجرد أن
تعلق الفريسة في الشبكة، تجد نفسها غير قادرة على الهرب، لتأتي العنكبوت بعدها وتبدأ
في حقن سمها في الفريسة، مما يشل حركتها تمامًا، أما بالنسبة إلى الذئاب ، فهي تعتمد
على استراتيجية الصيد الجماعي، حيث تعمل كفريق متكامل في تنظيم الهجوم على الفريسة.
ورغم أن هذا يُعد تكتيكًا هجوميًا، إلا أنه يعتمد أيضًا على التعاون الجماعي، والذي
يمكن أن يتحول إلى استراتيجية دفاعية ضد الأعداء الأكبر حجمًا أو الأكثر عدداً.
وأشار إلى استيراتجية الصقور،
والتي تعد من الطيور الجارحة الأكثر شهرة بفضل قدرتها على الانقضاض من الجو. تطير الصقور
على ارتفاعات عالية، وبمجرد أن تحدد فريستها، تنقض عليها بسرعة كبيرة، تصل أحيانًا
إلى 300 كيلومتر في الساعة. هذا الهجوم المفاجئ والسريع لا يترك للفريسة فرصة للهروب،
مما يجعل الصقور صائدة ماهرة، فضلا
وتطرق الباحث إلى
استيراتجية الدفاع عند الحيوانات حيث هناك استراتيجيات دفاعية أخرى مذهلة تبرز إبداع
الخالق في هذه الكائنات:
الحرباء كما ذكرنا، أن
الحرباء تعتمد على استراتيجية التخفي عبر تغيير لون جلدها ليتناسب مع البيئة المحيطة
بها. هذا التلون الدفاعي يحميها من الأعداء عن طريق جعلها غير مرئية تقريبًا في بيئتها
الطبيعية، وكذلك الظبي حيث تعتمد على السرعة الفائقة للهروب من الحيوانات المفترسة.
بقدرتها على الركض بسرعات عالية، تتجنب الظباء الوقوع في أيدي الأعداء، مما يجعل السرعة
هي استراتيجيتها الأساسية في الدفاع عن حياتها، بينما طيور النورس تعتمد على الدفاع
الجماعي عند الشعور بالخطر، حيث إذا اقترب مفترس من عشها أو فراخها، تتجمع الطيور بشكل
جماعي وتهاجم الدخيل بالصياح والضرب بأجنحتها ومنقارها. هذا الهجوم الجماعي غالبًا
ما يردع المفترسين ويجبرهم على الابتعاد.
وأوضح أن تفسير هذا السلوك
كغريزة مبرمجة، فيمكن تفسير هذه الاستراتيجيات المذهلة على أنها غريزة مبرمجة في هذه
الحيوانات. فهي لم تتعلمها عبر التدريب أو التعليم، بل وُلدت وهي مزودة بهذه القدرات
الفطرية. التمساح لا يحتاج إلى تعليم كيف يصطاد، والنمل لا يحتاج إلى توجيه لكيفية
التنسيق الجماعي، والعنكبوت لا يتعلم كيفية نسج الشباك. بل إن هذه السلوكيات تتكرر
من جيل إلى جيل بنفس الدقة والإتقان، مما يبرز حقيقة أن الله سبحانه وتعالى هو من برمج
هذه الكائنات على هذه الغرائز.
ونوه إلى استفادة الإنسان
من هذه الاستراتيجيات في الحروب، حيث استلهم البشر عبر التاريخ من الطبيعة الكثير من
استراتيجيات الهجوم والدفاع. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، الكمائن، فقد استخدم البشر
فكرة التماسيح في نصب الكمائن، حيث تنتظر القوات في مواقع مخفية حتى يقترب العدو، ثم
يشنون الهجوم المفاجئ. هذه الاستراتيجية كانت مستخدمة بكثرة في الحروب القديمة، وتعتبر
جزءًا مهمًا من التكتيكات العسكرية الحديثة، وكذلك الهجوم الجماعي المنسق/ تمامًا كما
يفعل النمل، فقد اعتمدت جيوش كثيرة على استراتيجية الهجوم الجماعي المنسق. فمثلاً،
في الحربين العالميتين، اعتمدت الجيوش على هجمات برية وجوية متزامنة لإرباك العدو وإضعاف
دفاعاته.
ولفت إلى استلهام البشر
من العناكب استخدام الشباك والفخاخ لاصطياد العدو، حيث تم استخدام هذه الأساليب بشكل
واسع في حروب العصابات، حيث يتم وضع الفخاخ في أماكن غير متوقعة لإيقاع العدو وإضعافه،
وكلك التلون والتمويه كما هو الحال مع الحرباء، طورت الجيوش عبر الزمن تقنيات التمويه
لاختفاء القوات والمعدات عن أعين الأعداء. التلون العسكري وملابس التمويه أصبحت جزءًا
أساسيًا من تجهيزات الجندي الحديث.
وختم بقوله تعالى في
سورة طه “الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى”، وهذا يعني أن الله سبحانه
وتعالى هو الذي خلق كل مخلوق بشكل متقن وفقاً لما يناسبه، ثم هداه إلى الطريق الصحيح
الذي يحتاجه للبقاء والتكيف مع بيئته. هذه الهداية تشمل كل ما تحتاجه الكائنات من سلوكيات
وقدرات لتحقيق حياتها واستمرارها في هذا الكون بما في ذلك سلوك الهجوم والدفاع.