باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
تعبيرية
أكد عبد الله محمد، وهو طبيب باحث في ملف الإلحاد، أن من أقوى الأدلة على صحة الإسلام هي التشريعات التي ينصلح بها المجتمع وتُحَل بها كل مشكلاته .
وشدد في كتابه (الحياة
المثلى وأدلة صحة الإسلام) أن في الإسلام تجد أن المؤمنين جميعهم اخوة
لا يفرقهم إلا النسب فقد قال الله " إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةࣱ
فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ
تُرۡحَمُونَ" (الحجرات 10)، ولا يجوز للمسلم أن يظلم أخاه المسلم ولا يخذله
فقد قال رسول الله ﷺ : "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا
يُسْلِمه... (صحيح مسلم 2580)
ولفت إلى ما قال
رسول الله ﷺ أيضاً : "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ،
وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ
الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى" .(صحيح مسلم 2586)،
وقوله:
"الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" .(
صحيح مسلم 2585)
وبين أن هذا يعني أن المؤمن يحمل هم أخيه المؤمن لأنهم
جميعاً كالجسد الواحد والجسد لا يهدأ وفيه عضو يشكو هماً أو ألماً فلا يجوز أن
يكون أخوك المسلم في ضائقة وانت جالس في دارك تضحك وتداعب أولادك وزوجتك بل تقف
جانبه وتحمل مع همه وتساعده، فقد قال رسول الله ﷺ : "مَن كانَ
في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً
فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ
سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" . ( صحيح مسلم 2580)
وتابع: إذا جاءك
أخوك المسلم يطلب منك دَيْناً من المال لضائقة ألمَّت به ثم لم يستطع سداد المال
حين جاء وقت سداده فنصحك النبي ﷺ بأن تصبر عليه ولك بكل يوم تصبر عليه فيه مثليه
صدقة، فقد قال عز وجل "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ
فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ" .(البقرة 280)، وقال رسول الله ﷺ : "من أنظر
معسرًا فله بكلِّ يومٍ مثلَيه صدقةٌ" .(السلسلة الصحيحة 1/170)، وقال ﷺ أيضاً: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ
أَوْ يَضَعْ عَنْهُ" (صحيح مسلم 1563).
وأوضح أن للفقراء
حق في أموال الأغنياء إن طُبِقَت في زماننا لاختفى الفقر وكفى الفقراء حاجاتهم وهو
ما يعرف بالزكاة في الإسلام وهي ركن من أركان الإسلام لا تكون مسلماً بدون تأديتها، فقال تعالى "وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ
عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ" (البقرة 110)، وقال رسول الله ﷺ : "بُنِيَ
الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا
رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ
رَمَضَانَ". .(صحيح البخاري).
ومن لم تجب
الزكاة في ماله فحثه الإسلام على الصدقة وأخبره أن ماله لا ينقص بهذه الصدقة بل
يبارك الله له في ماله به ، فقال رسول الله ﷺ : "مَا نَقَصَتْ
صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا
تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ" . ( صحيح مسلم 2588)، وليس عندنا في الإسلام أن المرأة بمجرد
موت زوجها تصبح فقيرة ولا تستطيع أن تنفق على أولادها لأنها لا تعمل، وفق تصريحات
محمد عبد الله.
وشدد على أن الإسلام
حث على كفالة الأرملة والسعي عليها هي وأولادها الأيتام الذين لم يبقَ لهم من ينفق
عليهم فجعل الإسلام الجنة والنعيم ومصاحبة النبي ﷺ في الجنة جزاء للساعي على
الأرملة والذي يكفل اليتامى والمساكين، فقال رسول الله ﷺ : "السَّاعِي
عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ
كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ" . ( صحيح البخاري 6006)، وقال ﷺ أيضاً : "أَنَا وَكَافِلُ
الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ
وَالْوُسْطَى" . (صحيح البخاري 6005 )، وقال عز وجل "وَإِذَا حَضَرَ ٱلۡقِسۡمَةَ
أُو۟لُوا۟ ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینُ فَٱرۡزُقُوهُم مِّنۡهُ
وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا" .
وأردف: إذا مرض
جارك أو أخوك المسلم فيجب عليك أن تزوره وتواسيه في مرضه حتى يصبر ولا يحزن وجعل
الإسلام الجنة لمن يزور المريض، فقال رسول الله ﷺ : "مَنْ عَادَ
مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا
خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاهَا" (صحيح مسلم 2568)، كما
أنه إذا
مات لأخيك المسلم شخص عزيز عليه وحزن عليه فيجب أن تكون بجانبه وأن تعزيه وتواسيه
في مصيبته وقد حثك الإسلام على ذلك بما ستناله من الأجر العظيم، فقال رسول الله ﷺ : "ما من مؤمنٍ
يعزِّي أخاهُ بِمُصيبةٍ إلَّا كساهُ اللَّهُ سبحانَهُ من حُلَلِ الكرامةِ يومَ
القيامَةِ" .(صحيح ابن ماجه 1311)
وأكد أن المؤمن
يجب أن يحب لأخيه من الخير والمصلحة والتعامل الحسن ما يحب لنفسه وبذلك يسكن
المجتمع كله ويخلو من الحقد والتباغض، فقد قال رسول الله ﷺ : "لَا
يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" .(صحيح
البخاري 13)، وقال رسول الله ﷺ : "إذا دَعَا المُسْلِمُ
لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ، قال المَلَكُ: آمين، ولَكَ بمثلِه" (صحيح مسلم
2732).
وأوضح أنه يجب على المسلمين أن يكونوا متحابين ومجتمعين على الخير ولا يكرهون بعضهم ولا يتقاتلون ولا يظلمون بعضهم البعض وحين يمر المسلم بجانب أخيه المسلم يجب عليه أن يسلم على أخيه ويحييه تحية طيبة وأن تبتسم في وجهه وتلقاه بوجه طلق وعلى أخيه أن يرد هذه التحية مثلها أو أحسن منها وأن تحب أخيك في الله لا من أجل مصلحة فقد وعدهم الله عز وجل أن يظلهم في ظله يوم القيامة فإن لم يفعلوا فلن يدخلهم الله جنته حيث قال رسول الله ﷺ : "لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ" . (صحيح مسلم 54)