العناصر الأساسية التي تشكل جسم الإنسان.. ماذا قال القرآن وإلى ما توصل العلم؟

  • أحمد نصار
  • السبت 31 أغسطس 2024, 4:41 مساءً
  • 222
الطين

الطين

  يقول رب العزة في كتابه الكريم "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ"، فمن يتأمل الآيه الكريمة سيدرك أن العبارة “سلالة من طين” تشير إلى أن الإنسان  قد خلق من مستخلص محدد من الطين، وهو ما يتوافق مع الاكتشافات العلمية الحديثة حول العناصر الأساسية التي تشكل جسم الإنسان. في هذا المقال، سنتناول الإشارات العلمية في هذه الآية وكيف تعكس الإعجاز العلمي في القرآن في حديثه عن الخلق الإلهي، كما أن السلالة تشير إلى مستخلص أو جوهر مستخرج من شيء ما، و”الطين” هو المادة الطينية التي تتكون من التراب والماء. يشير القرآن الكريم إلى أن أصل خلق الإنسان مرتبط بالطين، وهي إشارة إلى أن المادة التي خُلق منها الإنسان ترتبط بعناصر الأرض.

ومن جانبه قال الباحث قي الإعجاز العلمي، فراس وليد، أن العلم الحديث، يؤكد أن جسم الإنسان يحتوي على عناصر موجودة في التربة مثل الكربون، هو العنصر الأساسي في المركبات العضوية، وهو يشكل العمود الفقري للجزيئات الحيوية مثل البروتينات، الدهون، والكربوهيدرات التي تبني خلايا الجسم، وكذلك الأوكسجين، والذي يشكل حوالي 65% من جسم الإنسان ويستخدم بشكل أساسي في عملية التنفس الخلوي، حيث يتم تحويل الجلوكوز والأوكسجين إلى طاقة في الخلايا، فضلا عن الهيدروجين وهو عنصر حيوي في الماء، الذي يمثل حوالي 60% من جسم الإنسان، كما أن الهيدروجين يلعب دورًا أساسيًا في التفاعلات الكيميائية داخل الجسم، ويساعد في نقل المغذيات والفضلات.

وتابع: وكذلك النيتروجين، فهو مكون أساسي للأحماض الأمينية، التي هي اللبنات الأساسية للبروتينات. البروتينات تشكل الأنسجة والعضلات، وتشارك في العديد من الوظائف الحيوية، فضلا أن الكالسيوم، يشكل الهيكل العظمي، حيث يعد أساس العظام والأسنان، كما يلعب دورًا مهمًا في نقل الإشارات العصبية وتخثر الدم.

وأردف قائلا: إن عبارة سلالة من طين تشير إلى أن الإنسان لم يخلق من كل مكونات الطين، بل من مستخلص معين أو جوهر محدد من الطين، كون كلمة “سلالة” في اللغة تعني المستخلص أو الخلاصة، وهذا يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى اختار عناصر معينة من الطين لتكوين الإنسان، وهذا المفهوم يتماشى مع الفهم العلمي الحديث، حيث أن جسم الإنسان يتكون من عناصر محددة توجد في التربة، مثل الكربون، الأوكسجين، الهيدروجين، النيتروجين، والكالسيوم. هذه العناصر تمثل “السلالة” أو المستخلص الذي تم منه خلق الإنسان. وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى لم يستخدم كل مكونات الطين في خلق الإنسان، وإنما اختار مواد محددة بعناية ودقة لتشكل الأساس البيولوجي لجسم الإنسان.

وأكمل : إذن، يمكن القول أن “سلالة من طين” تعبر عن عملية اختيار إلهي لعناصر معينة من الطين، تلك التي تشكل المكونات الأساسية لجسم الإنسان، وهي العناصر التي نعرفها اليوم بأنها أساسية للحياة وللتكوين البيولوجي للكائنات الحية.

وطرح سؤالا هل يمكن أن تكون العناصر الغازية مثل الأوكسجين والنيتروجين جزءًا من الطين، على الرغم من أنها مواد غازية؟  العناصر الغازية مثل الأوكسجين والنيتروجين يمكن أن تكون جزءًا من الطين ولكن ليس في شكلها الغازي. هذه العناصر تتواجد في الطين عن طريق مركبات كيميائية. على سبيل المثال، الأوكسجين يتواجد في الطين من خلال الأكاسيد والماء، بينما النيتروجين قد يكون جزءًا من مركبات مثل النترات (Nitrates). هذه المركبات تحتوي على العناصر الغازية كجزء من تركيبتها الكيميائية المتكاملة مع باقي المعادن والمركبات في الطين.

وختم قائلا: إن الآية الكريمة تتضمن إعجازاً علمياً يتجلى في التطابق بين ما ورد في القرآن الكريم وبين ما اكتشفه العلم الحديث بشأن العناصر التي تشكل جسم الإنسان، وارتباطها بأصلها في الطين، وهذا يعزز الإيمان باعجاز القرآن الكريم وانه من عند الله سبحانه وتعالى انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

تعليقات