أفلا تبصرون.. كيف تسهم الأشجار في تحسين جودة الحياة ؟!

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 28 أغسطس 2024, 2:36 مساءً
  • 103
الشجر

الشجر

يقول رب العزة في كتابه الكريم بسورة النحل: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾، وكذلك قال تعالى في نفس السورة  : ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾، فمن يتأمل في أهمية الأشجار سيدرك إنها من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى التي أودعها في الأرض، فهي ليست مجرد كائنات حية تنمو وتزدهر، بل هي مصدر للظل والراحة والجمال. خلق الله لنا الأشجار لتكون لنا مأوى من حرارة الشمس، ومصدراً للراحة والبرودة في أيام الصيف الحارة. الظلال التي توفرها الأشجار تلعب دوراً هاماً في حياتنا اليومية، حيث تخفض درجات الحرارة المحيطة، تحمي البنية التحتية، وتساهم في تحسين الصحة العامة. في هذا المقال، سنتناول هذه النعمة الجليلة بتفصيل ونستعرض الفوائد العديدة التي تقدمها الأشجار من خلال ظلالها الباردة والمريحة، وفقا لما قاله الباحث في الإجاز العلمي في القرآن، فراس وليد.

وتابع: أن من فوائد الظل الذي توفره الأشجار، العمل على خفض درجات الحرارة، بشكل كبير، حيث يمكن أن تكون درجات الحرارة تحت ظل شجرة أقل بمقدار 10 إلى 15 درجة مئوية مقارنة بالمناطق المشمسة المجاورة. هذا الفرق في درجات الحرارة له تأثير مباشر على الراحة الحرارية للأشخاص والبيئة المحيطة، فضلا عن الظل الذي توفره الأشجار، والذي يعد  مصدراً طبيعياً للراحة والبرودة. يساعد الظل في تقليل التعرق والشعور بالإجهاد الحراري، مما يجعل الأماكن المظللة بالاشجار مثالية للنزهات والاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشجار أن تحمي الناس من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يقلل من مخاطر الإصابة بحروق الشمس وسرطان الجلد.

وأكمل أن الأشجار تلعب دوراً حيوياً في حماية البنية التحتية من التلف الحراري. الطرق والمباني والأرصفة التي تتعرض لأشعة الشمس المباشرة بشكل مستمر يمكن أن تتدهور بسرعة أكبر. وجود الأشجار بجانب هذه الهياكل يوفر ظلًا يقلل من تأثير الحرارة ويطيل من عمرها الافتراضي.

ولفت إلى أن هناك بعض الدراسات، التي أظهرت أن الفرق في درجات الحرارة بين المناطق المظللة بالأشجار وتلك المشمسة يمكن أن يكون كبيرًا. على سبيل المثال، في يوم حار، قد تصل درجة الحرارة في منطقة مشمسة إلى 35 درجة مئوية، بينما تكون تحت ظل شجرة حوالي 25 درجة مئوية. هذا الفارق يمكن أن يقلل من الحاجة لاستخدام التكييف ويخفض استهلاك الطاقة.

ونوه إلى أن للأشجار دورا مهما في تقليل استهلاك الطاقة في المباني، حيث أن الظل الذي توفره الأشجار يقلل من الحمل الحراري على المباني، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام مكيفات الهواء. وقد أظهرت الأبحاث أن الأشجار المزروعة حول المباني يمكن أن تخفض فواتير التكييف بنسبة تصل إلى 30%، هذا بجانب إلى التواجد في الظل لا يوفر فقط راحة من الحرارة، بل يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الصحة. الظل يقلل من خطر الإصابة بالجفاف والإجهاد الحراري، وهو أمر هام بشكل خاص للفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن. كما أن تقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض جلدية.

 

تعليقات