باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الأرض
قال الباحث في
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فراس وليد، إن إن الإنسان الذي يتأمل ويتدبر في الطبيعة،
وما حولها سوف يقوده إلى استشعار نعم الله العظيمة عليه. في قوله تعالى: ” هُوَ الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ
ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)” [الملك: 15]، لافتا إلى أن ذلك يأتي وصف الأرض بكونها
“ذلولًا” كمفتاح لتفهم النعمة العظيمة التي منّ الله بها على البشر. فالأرض ليست مجرد
كوكب يعيش عليه الإنسان، بل هي أيضًا مهيأة بطريقة مثالية لتلبية احتياجاته وتسهيل
معيشته. ولكن ماذا تعني هذه الطواعية من وجهة نظر علمية وجغرافية؟ وما هي الأدلة العملية
التي تبرز تسخير الأرض للإنسان بشكل يمكنه من المشي فيها والعمل والاستفادة من مواردها؟
وبين أن كلمة "ذلول" في اللغة تشير إلى الطاعة والانقياد والتسخير ،
وهي تستعمل لوصف شيء أو كائن يكون طائعاً وسهل التحكم فيه. في هذا السياق، وصف الأرض
بـ”ذلولًا” يعني أنها مهيأة لتكون صالحة للعيش والعمل والاستفادة منها. لافتا إلى
أن هذه الآية أيضا تشير إلى حالة من التوازن الطبيعي التي تجعل من الأرض مكانًا صالحًا
للحياة، بحيث يسهل على الإنسان الانتقال فيها والانتفاع بخيراتها دون عناء كبير.
وأكمل: أما من الناحية الجغرافية، نجد أن الأرض تتميز بتنوع
تضاريسها الطبيعية، والتي بالرغم من تحدياتها، إلا أنها مهيأة لاستغلال الإنسان لها.
فالأرض تمتاز بوجود الجبال والسهول والهضاب والوديان، وهذا التنوع يخلق فرصًا عديدة
للاستفادة من الموارد المختلفة، ومن أمثلة ذلك السهول، حيث توفر الأراضي المسطحة المساحات
الشاسعة للزراعة والبناء، مما يسهم في استقرار المجتمعات البشرية، كما أن الوديان والأنهار
تعد مصدراً هاماً للمياه العذبة، والتي تمثل عصب الحياة في أي مجتمع بشري، فضلا عن
الجبال، بالرغم من صعوبتها، إلا أنها تحتوي على موارد معدنية كبيرة، وتعمل كحواجز طبيعية
تحمي المناطق من الكوارث البيئية.
وأشار
إلى الأدلة العلمية من علوم الأرض، حيث أنه من وجهة نظر علوم الأرض، تتسم الأرض بمجموعة
من الخصائص التي تجعلها “ذلولًا” للإنسان. أهم هذه الخصائص تشمل، الغلاف الجوي، الذي
يعمل على حماية الأرض من الإشعاعات الكونية الضارة ويساعد في تنظيم درجات الحرارة.
هذا النظام الدقيق يسمح بالحفاظ على بيئة ملائمة للحياة، فضلا عن قشرة الأرض، التي
تعد متينة بما يكفي لتقديم الدعم للبناء والزراعة، لكنها في نفس الوقت مرنة بما يكفي
لامتصاص الزلازل والحركات الأرضية دون تدمير شامل للبشرية، منوها إلى أن الصفائح التكتونية،
التي تتحرك ببطء شديد تحت سطح الأرض، فضلا أن هذه الحركات تساهم في إعادة تدوير المعادن
والمواد العضوية التي تعتبر ضرورية للحياة.
ولفت إلى أن الطواعية الاقتصادية للأرضـ بوصفها "ذلولاً"
يشير أيضاً إلى الموارد الاقتصادية التي توفرها. حيث تنتشر الموارد الطبيعية في جميع
أنحاء العالم وتتنوع بين، المعادن والثروات المعدنية: مثل الذهب والفضة والنفط والغاز
الطبيعي. هذه الموارد تعزز الاقتصاد العالمي وتدعم التقدم التكنولوجي، فضلا عن الزراعة،
حيث بفضل التربة الخصبة في مناطق شاسعة من العالم، يمكن للبشر زراعة مختلف أنواع المحاصيل
الغذائية التي تغذي مليارات البشر، هذا بجانب إلى المسطحات المائية: توفر الأسماك والموارد
البحرية الأخرى، بالإضافة إلى دعمها للصناعات البحرية والنقل المائي، استمرارية الطواعية
عبر الزمن، الأرض ليست فقط "ذلولاً" الآن، بل استمرت على هذا الحال عبر العصور. التكيف المستمر بين الأرض والإنسان
يعكس استمرارية هذه النعمة عبر التاريخ. فعلى الرغم من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل
والبراكين، إلا أن الأرض تستعيد توازنها الطبيعي وتواصل دعم الحياة عليها.
وختم قائلا: إنه مع التقدم التكنولوجي، أصبح من الممكن للبشر استغلال الأرض ومواردها بطرق أكثر فعالية وأقل ضرراً على البيئة. الطاقة الشمسية والرياح كمصادر متجددة للطاقة تعد من الابتكارات التي تساعد في الحفاظ على الأرض واستمرارية حياتها. كما أن التكنولوجيا الجغرافية مثل أنظمة تحديد المواقع (GPS) ساعدت في تحسين فهم الإنسان لتضاريس الأرض واستغلالها بطرق أكثر فعالية.