باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
قال فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن المرأة تلعب دورًا محوريًّا في تعزيز الوعي الديني والوطني، مشيدًا بجهودها في بناء الحضارة والعمران.
جاء ذلك خلال كلمته الرئيسية التي ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي
الأول للواعظات، الذي يُعقد ضمن فعاليات المؤتمر الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى
للشؤون الإسلامية، تحت عنوان "دور المرأة في بناء الوعي".
وفي مستهل كلمته، وجَّه فضيلة المفتي خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على تكليفه بمنصب الإفتاء، معتبرًا هذا التكليف شرفًا عظيمًا ومسؤولية جسيمة تتطلَّب الدعاء والعون من الله عزَّ وجلَّ.
كما أعرب عن عظيم امتنانه للإمام الأكبر شيخ الأزهر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، الذي وصفه بأنه "غرَّة شيوخ الإسلام"، مشيرًا إلى دَوره الكبير في تعزيز القيم الدينية والوطنية في المجتمع، كما وجّه التحية للمرأة الفلسطينية نظرًا لما قدمته من تضحيات كبيرة.
وتناول مفتي الجمهورية في كلمته أهمية الوعي في الإسلام، مشددًا على أن الوعي الصحيح والإدراك السليم يشكلان أساس البناء الحضاري والعمراني، واستشهد بعدد من الآيات القرآنية التي تؤكد أهمية الوعي والإدراك، منها قوله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، وقوله: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12]. وأوضح أن ذمَّ القرآن للتقليد الأعمى يرتبط بغياب الوعي والفهم؛ مما يعطِّل حركة الحضارة.
وأشار فضيلته إلى حرص النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على بناء
الوعي الحضاري والعمراني، من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الوعي الصحيح
للشريعة الإسلامية، واستشهد بمواقف للنبي تؤكد أهمية الوعي، مثل قوله: «إن قامت
الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل»، ودَوره في
تعزيز الوعي الوطني من خلال قوله عن مكة: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله
إلى الله عز وجل».
وأشار إلى أنَّ دَور المرأة في بناء الوعي لا يقتصر على البيت والأسرة، بل يتعدى ذلك إلى الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشاد فضيلته بدَور المرأة المصرية الريفية، التي وصفها بأنها "أنموذج
حضاري دائم للمرأة الوطنية المشاركة في بناء الوعي". وأكد أن المرأة الريفية
كانت -ولا تزال- تقوم بدَور فطري رشيد في بناء أجيال عصامية واعية، مشيرًا إلى أن
هذا الدَّور يستحق الاحتفاء والتخليد كقدوة للأجيال الناشئة.
وتناول فضيلة المفتي في كلمته دَور دار الإفتاء المصرية في بناء الوعي
الديني والوطني منذ نشأتها حتى الآن، جنبًا إلى جنب مع الأزهر الشريف ووزارة
الأوقاف، مشيرًا إلى أن الدار قد بذلت جهودًا حثيثة في تعزيز المفاهيم الصحيحة
للقضايا الدينية والوطنية، مؤكدًا أنها تمثل أنموذجًا فريدًا يُحتذى به في هذا
المجال.
ومن بين الجهود التي قامت بها الدار: إصدار الفتاوى المنضبطة التي تعبِّر
عن صحيح الدين، تدشين البرامج التوعوية في قضايا الأسرة والمجتمع، التأليف والنشر
لأهم القضايا الجدلية والشائكة، إصدار البيانات الدينية والوطنية التي حسمت مسائل
التطرف والإرهاب، التكيف مع مستجدات العصر الحديث بما لا يخالف الثوابت الدينية،
تقديم خطاب إفتائي معاصر وسطي ومعتدل قادر على مواجهة التطرف والإرهاب، التعاون مع
مؤسسات المجتمع المدني لصياغة خطاب توعوي رشيد للشباب والمجتمع، وإعداد الدورات
التدريبية والتأهيلية لتعزيز الوعي المعرفي والثقافي للمفتين والمفتيات.
وفي هذا السياق، توجَّه فضيلة المفتي بخالص الشكر والتقدير لفضيلة
العلَّامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، وفضيلة المفتي الأستاذ الدكتور شوقي
علام، على دَورهما البارز خلال توليهما منصب الإفتاء في صناعة الوعي عند المتصدرين
للفتيا في الواقع المعاصر، متمنيًا لهما دوام التوفيق والسداد.
كما شدد على أهمية الوعي المؤسسي، الذي يظهر في التكامل بين المؤسسات الدينية والمجتمعية، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية تمدُّ يدها لجميع المؤسسات الدينية والمجتمعية للمشاركة في بناء وتعزيز الوعي.
ودعا إلى الاستفادة من تجربة الدولة المصرية في بناء الوعي، مشيرًا إلى أن تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع يمثلان جزءًا أساسيًّا من هذه التجربة الناجحة.