باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
تعبيرية
من يتأمل الآية الكريمة، التي تحدثت عن خلق الأرض والسماء
لندرك التطابق بين الحقيقة العلمية والآية القرآنية. يقول تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ
لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا
ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ
فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ)
[فصلت: 9-10]. هاتان الآيتان تتحدثا عن تفاصيل خلق الأرض في يومين وإكمال عملية الخلق
مثل خلق الجبال والأنهار... في أربعة أيام، والآن ماذا تقول الآية التالية؟ يقول تعالى :
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا
طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت: 11]. أي أن الله تعالى
استوى إلى السماء وهي في حالتها الدخانية. أي أنه عندما خلقت الأرض كانت السماء مملوءة
بالدخان الكوني.. أليس هذا ما يقوله العلم؟ وفقا لصفحة نهاية الإلحاد
وتابعت: ثم قال
تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ
أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12]، هذه الآية تؤكد أن السماء كانت مخلوقة ولكنها كانت
سماء واحدة، ففصلها الله إلى سبع سماوات خلال يومين، وهذه الحقيقة تعتبر خارج نطاق
العلم حالياً لأن العلم لم يكتشف السماوات السبع .
وأشارت إلى أن
هناك آية ثانية يسوقها هذا الملحد وهي قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا
فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29]. يقول الملحد: هذه الآية تؤكد أن الأرض
خلقت قبل السماء، والدليل قوله: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) وكلمة (ثُمَّ) تعني
(بعد ذلك) فما هي الحقيقة؟
ونوهت إلى أن الملحد
هنا يخلط بين كلمة (خلق) وكلمة (سوى) فالخلق يكون من العدم، ولو قال القرآن (ثم خلق
السماء) لكان هناك خطأ علمي. ولكن القرآن قال (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) وهناك
فرق كبير بين الخلق والاستواء
(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ
الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا
فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ "
وأضافت أن من
يلاحظ الحديث عن خلق الأرض أي ابتداء خلق الأرض
أي أن الأرض لم تكن موجودة، بينما الحديث في الآية التالية جاء عن استواء الرحمن إلى
السماء وهي دخان، فعبارة (وَهِيَ دُخَانٌ) تؤكد أن السماء موجودة قبل خلق الأرض ولكن
المشهد السائد في ذلك الزمن كان الدخان .
وختمت قائلة: سبحان
الله، في هذه الآية اكتشفنا معجزة جديدة وهي أن القرآن هو أول كتاب يشير إلى علاقة
الدخان بخلق الأرض، وإشارة إلى وجود دخان أثناء خلق الأرض، والعبارة واضحة جداً (ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) أي أن السماء كانت مخلوقة قبل الأرض.. وهذا
دليل على عدم فهم الملحدين للآية الكريمة .