حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن "عدنان" الجدّ الأعلى لسيدنا رسول الله ﷺ هو أول من كسا الكعبة، وقد صنع كسوةً جزئية للكعبة المشرفة من برودٍ يمانية، وأوصالٍ وثياب، بينما أول من كسا الكعبة كسوةً كاملة بالبرود اليمانية وجعل عليها بابًا وجعل له مفتاحا هو تُبّع اليماني من ملوك حمير باليمن، ثم كساها خلفاؤه من بعده بالجلود والقماش.
أما أول من كسا الكعبة من النساء ، هي نتيلة بنت جناب إحدى زوجات عبد المطلب جدّ سيدنا رسول الله ﷺ، وأم العباس بن عبد المطلب.
ووفق مركز الأزهر لم يُردِ النبيّ ﷺ بعد فتح مكة أن ينزع عن الكعبة كسوةَ قريش حتى التقطت شرارةً من النار على إثر تبخير إحدى النساء لها، فاستبدل ﷺ كسوة قريش بكسوة جديدة من البرود اليمانية وهي ثياب مخططة بيضاء وحمراء، فكانت أول كسوة في عهد الإسلام.
الكسوة في عهد الخلفاء الراشدين
جاء عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما فكسوها بالقباطي وهو ثوب دقيق الصنع مُحكم النسج رقيقٌ أبيض كان يصنع في مصر.
ثم جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه فكساها كسوتين كسوة بالبرود اليمانية وكان هذا في يوم التروية، وكسوة فوقها بالقباطي المصرية في اليوم السابع والعشرين من رمضان، فهو أول من كسا الكعبة كسوتين.
سبب كسوة الكعبة باللون الأسود
شكا الناس إلى الخليفة العباسي جعفر المتوكل ذهاب بهاء الكسوة من كثرة التمسح بها، وكانت تُصنع من الحرير الأحمر، فأمر أن يُصنع لها إزاران كل شهرين، ثم جاء بعده الخليفة الناصر العباسي فكساها باللون الأخضر، ثم باللون الأسود، واستقر المسلمون على ذلك.
الكسوة المصرية للكعبة المشرفة
في عهد الدولة العباسية كان الخلفاء يبحثون عن أمهر النُسّاج لصناعة كسوة الكعبة، ويقيمون لرحلتها إلى بلاد الحرمين احتفالاتٍ مهيبةً.
وكانت مدينة «تنيس» التي تقع بالقرب من بحيرة المَنزلة في مصر تحوي أمهر النسّاج في ذلك الوقت، فأوكلوا لها نسج الكسوة، التي ظلت فيهم ستمائة عام.
وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني أصبحت تسعُ قرى مصرية موقوفةً على صنع كسوة الكعبة المشرّفة.
وكان المحملُ المصري في عهد المماليك يبدأ من سرادقَ في بركة الحاج «المرج حاليًا»، وكان يجتمع إليه العلماء والأمراء والوزراء وأهل الخير، وكان يحمل الكسوة جملٌ، عليه هودج، وحوله جمال وخيل وجند، وكانوا يدورون به في البلاد، ويستمرون على ذلك أيامًا، تقام فيها الاحتفالاتُ، ويتلى فيها القرآن والمدائح النبوية، حتى خروج المحمل مع بدء موسم الحج إلى مكة المكرمة عبر البحر.