لماذا توجد قوانين؟!
- الأربعاء 02 أكتوبر 2024
سورة النجم
قال الدكتور فاضل السامرائي، إن سورة النجم قد بدأت بالقسم بالنجم
الذي هوى ويفسّر المفسرون هوى بمعنى سجد ليتناسب مع جلال الموقف في قصة المعراج ويتناسب
مع خواتيم سورة الطور والله أعلم، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هذه السورة، تؤكد
لنا أن جميع العلوم والمعرفة بالله وبخالق الأكوان لها طريقان: طريق الظنون والأوهام
وطريق الوحي الذي جاء به النبي صلوات الله عليه وسلم، وهو الكلام الصادق وما عندكم
من غير طريق الوحي هو الظن والوهم.
وتابع:
أن الآيات قد أسهبت في أن الوحي صدق من الله تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى
* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) آية 3 و4، و(مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) آية
11، و (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) آية 17 وكلها تؤكد على أن العلم والمعرفة
هي من الله تعالى. فإياكم أن يكون في النفس شك أو ريب في صدق هذا الوحي الذي هو من
علم الله تعالى وإياكم أن تكونوا كالأمم السابقة فيصيبكم ما أصابهم (إِنْ هِيَ إِلَّا
أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ
إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن
رَّبِّهِمُ الْهُدَى) آية 23، و(وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا
الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) آية 28، و (ذَلِكَ مَبْلَغُهُم
مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِمَنِ اهْتَدَى) آية 30 و (أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى) آية 35.
وختم
قائلا: إننا علينا أن نقارن من أين نستقي العلم والمعرفة عن الله تعالى. فالنجم وهو
يهوي أو يسقط هو ظاهرة مادية واضحة ومع وضوحها فكذلك الوحي الذي نزل على النبي صادق
وواضح والنبي صلى الله عليه وسلم، لا يضل ولا يهوي وهذا دليل وثوق الوحي والقرآن.