القرآن يسبق العلم في إثبات النور البارد

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 16 أبريل 2024, 07:35 صباحا
  • 45
الضوء

الضوء

قالت الدكتورة شادية السيد عبد العزيز، أستاذ الحشرات في المركز القومي للبحوث، إن الله سبحانه وتعالى قد خلق النار (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا انتم منه توقدون) فاستخدمها الإنسان في الإضاءة (….كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله….) كما استخدمها في توليد الطاقة من الماء والنار وولدهما البخار، ثم أختر الإنسان الكهرباء من الماء المنهمر.

وتابعت: وعندما ندير مفتاح الإضاءة الكهربائية نحصل على قدر معلوم من الضوء، و لكن تطلق في الوقت نفسه طاقة ميكانيكية تتسبب في فقد وتبديد قدر كبير من الطاقة مابين 85% – 90 % من الطاقة الكهربائية بتحولها إلى طاقة حرارية. بينما يلزمنا نسبة صغيرة 10 – 15 % لتحقيق الإضاءة، ونخلص بذلك إلي أن إنتاج الضوء الصناعي ينتج عنه فقد وتبديد كمية كبيرة في الطاقة التي لا تستغل،    لذلك يمكننا – توفيرا لهذه الطاقة – إنتاج الضوء البارد أو بمعنى آخر إنتاج الضوء من مصدر تستغل كل طاقته الكهربية لكي تتحول إلى ضوء دون وجود عادم يتحول إلى حرارة مفقودة وغير مستغلة وضائعة.

ونوهت إلى أنه من أجل ذلك يحاول العلماء و خبراء التكنولوجيا العثور على حل لهذه المشكلة المعقدة عن طريق استغلال بعض الكائنات الحية التي تنتج ضوءا بطريقة عجيبة و مثيرة من عند الله، لمواجهة هذه المشكلة عن طريق إنتاج الضوء البارد، وتلك هي مشكلة البحث التي نريد إثباتها، لافتة إلى أن هذه الكائنات الحية لم تمتلك الأجهزة الجسمية التي تولد الضوء متعدد الأغراض من تلقاء نفسها، ومن المستحيل أن تكون ذلك مصادفة، لأنها من خلق الله – سبحانه وتعالي – (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

  وأكملت: واستكمالا للمعجزة الإلهية أن هذا الضوء وتلك الطاقة لا تتسبب في أي أضرار لتلك المخلوقات(وكل شيء خلقناه بقدر)فهذه الكائنات الحية دليل على قدرة الله تعالى في الخلق، فهو الله الخالق البارئ المصور الذي خلق الخلق وأودع فيها آيات تخاطب العقول وتسحر الألباب وتملك القلوب.  

      وأوضحت أن أول محاولة علمية جادة لفهم أو تفسير سبب الضوء البارد في الكائنات كان في منتصف عام 1600م, و لم يعرف السبب الحقيقي و لكن كان تفسيرهم أن الضوء البارد الصادر من الأسماك و الفطريات يعتمد على الهواء (1952 Harvey ). و كان Dubois أول من عزل الضوء المنتج كيماويا بواسطة أم الخلول(Clams). (Harvey 1920) مما مهد الطريق لتحديد الطاقة الميكانيكية الكيماوية و الفسيولوجية التي تسبب هذا الضوء البارد النظيف.

    ولفتت إلى أنه قد لوحظ وجود التوهج الضوئي في كثير من الكائنات الحية و التي تشمل: البكتريا, الفطريات، الحشرات و الحيوانات البحرية، فقد خلق الله – عز و جل – بعض الكائنات على سطح الأرض و في أعماق البحار تتميز بقدرتها على إنتاج الضوء الذي يساعدها في حياتها، و لكن لوحظ أن الضوء الذي تقوم هذه الكائنات الحية بإنتاجه هو ضوء بارد ينتج عن تفاعل كيمائي داخلها أثناء عملية التنفس.

    وأضافت أنه في أعماق البحار و المحيطات يوجد ظلام كامل عند عمق 200 متر فأكثر ، أما على مسافة ألف متر فلا يوجد ضوء البتة، مصداقا لقوله تعالى ” أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ” سورة النور (40).

      و قد تسنى للبشرية اليوم أن تعرف الكثير عن البيئة العامة للبحار و خصائص الكائنات الحية فيها و نسبة ملوحة مياهها و كميات المياه الموجودة فيها ، فالغواصات التي تطورت بفضل التقنيات الحديثة خولت للعلماء الحصول على مثل هذه المعلومات . و من المعروف إن اى إنسان لا يستطيع أن يغوص في عمق البحر أكثر من أربعين مترا دون وجود معدات خاصة تساعد على ذلك ، ولا يمكن للإنسان أن يبقى على قيد الحياة فى المناطق العميقة والمظلمة التي تصل إلى 200 مترا و ما دونها دون هذه المعدات.

ونوهت إلى أن غياب المعدات التقنية في السابق كان السبب في تأخر العلماء في اكتشاف هذه التفاصيل عن البحار، و هذا ما يثبت أن الآية 40″ ظلمات في بحر لجى ” التي وردت في سورة النور منذ 1426 عاما – وكون القرآن يعطى معلومات صحيحة عن البحار في وقت لم تكن فيه معدات توفر أو تسهل للإنسان الغوص في الأعماق ليسا إلا وجهه من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم.

 

 

تعليقات