كيف أنصف الإسلام المرأة وضمن جميع حقوقها؟.. باحث في ملف الإلحاد يوضح
- الجمعة 20 ديسمبر 2024
عقد الجامع الأزهر، عقب صلاة تراويح اليوم الجمعة، «ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية»، تحت عنوان «وقفات حول حقوق المرأة في الإسلام»، بمشاركة فضيلة الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة بكلية الدراسات العليا، جامعة الأزهر الشريف، والدكتور أحمد الشرقاوي، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون ووكيل قطاع المعاهد الأزهرية، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر.
في بداية اللقاء، استنكر الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، اتهام البعض للإسلام، من حين لآخر، بأنه هضم حقوق المرأة، مؤكدا أن الإسلام هو الذي كرّم المرأة، أمًا وأختًا وزوجة وعمة وخالة، أفضل تكريم، ومنحها حقوقها التي كانت مسلوبة منها قبله، وأكثر منها أيضا، لدرجة أن الله تعالى جعل الجنة تحت أقدام الأمهات، كما خص سورة كاملة في القرآن الكريم باسم «النساء»، وسورة أخرى باسم «مريم» عليها السلام.
وأوضح الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة بكلية الدراسات العليا، جامعة الأزهر الشريف، أن قضية حقوق المرأة في الإسلام قضية تحتاج إلى نظرة متأنية، من خلال عرض آيات القرآن الكريم، ومن خلال المواقف التطبيقية الواردة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، وتاريخ الأمة الإسلامية، مؤكدا أنه ما من بيت فيه أما رحيمة، وزوجة حكيمة، وأختا كريمة، وبنتا حليمة، إلا وكان مدار الخير في كل مكان، فالمرأة تمثل نصف المجتمع وتعد وتربي النصف الآخر، قائلا «إذا كانت المرأة بهذه المكانة أيغفل الإسلام عن حقها!!».
وأضاف عبد الغفار، أن الإسلام أسس، من خلال ما شرع في كتاب الله وسنة رسوله، ما يدل على إكرام المرأة بإعطائها حقوقها التي كانت غائبة عنها، مستدلا بقوله تعالى «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى»، وقوله«فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ»، حيث أن استجابة الله تعالى لهما فيها دلالة على المساواة، وأيضا حديث «النساء شقائق الرجال»، فيه توازن عجيب في رفع مكانة المرأة صفا واحد مع الرجل، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في وصيته الأخيرة «استوصوا بالنساء خيرا».
من جانبه، توقف الدكتور أحمد الشرقاوي، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، عند أحد حقوق المرأة في الإسلام، وهي «المودة» والتي بيّنها قوله تعالى «وجعل بينكم مودة»، موضحا أن المودة التي جاءت في القرآن الكريم لا تتوقف عند المودة الزوجية أو الأسرية أو المجتمعية، بل تشمل المودة الإنسانية، لافتا إلى أن هناك فرق دقيق بين «خلق» في قوله تعالى «خلقكم من نفس واحدة» و«جعل» في قوله تعالى «وجعل بينكم مودة ورحمة»، موضحا أن الخلق فيه مساواة، لكن الجعل دل على أن المودة التي تجري بين الناس متغيرة، تزيد وتنقص، ولهذا تبعها بالرحمة لتكملها عندما تنقص.