أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
سورة المجادلة
قال المفكر الإسلامي الكبير الدكتور فاضل السامرائي، أن الهدف الأسمى لسورة المجادلة، هو فصل الولاء للمؤمنين والانتماء للدين والتبرأ من المعادين للدين، فضلا عن هدفها المتمثل في قضية الأسرة مهمة للغاية لأن ترابط المجتمع يبدأ من ترابط الأسرة. وكأن هذه السورة هي مفتاح باقي السور في الجزء ففيها موضوع الانتماء والتبرأ، وباقي السور تأتي لتشرح هذا المبدأ.
وتابع: أن السورة
تبدأ (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى
اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) آية 1 بقضية
الأسرة من حادثة خولة بنت ثعلبة التي ظاهر منها زوجها وجاءت تشتكي إلى النبي حتى أنزل
الله تعالى الوحي بهذه السورة وفرّج كربتها وأنزك كفّارة الظهار، لافتا إلى أن هذا
يدل على كرامة المرأة في الإسلام والحرص على حقها. والمرأة عندما تتيقن أن هذا الدين
ينصفها ويعطيها حقها تربي أسرتها على مبادئ هذا الدين وعلى الوحدة. ومن اللافت أن هذا
الجزء (28) ابتدأ بقصة امرأة وانتهى بذكر نماذج نسائية في آخر سورة التحريم (امرأة
فرعون ومريم بنت عمران). تماماً كما جاءت سورة كاملة باسم النساء وهذا حجة ودليل على
من يدّعون أن الإسلام أبخس المرأة حقها في المجتمع.
وأردف قائلا:
إن الآيات في ختام السورة تبين الفرق بين من يتبع حزب الشيطان ومن يكون في حزب الله
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ
الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) آية 19 و (لَا تَجِدُ
قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
) آية 22.
وختم قائلا: إنها آية مهمة تبيّن حقيقة الحب في الله والبغض في الله الذي هو أصل الإيمان ولا بد في اكتمال الدين من معاداة أعداء الله، فالمنتمي لهذ الدين لا يمكن أن يوادّ من حارب الله ورسوله أبدا.