أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
النمل
من عجائب النمل
ما ذكره الباحث الإسلامي عمر الأشقر، في كتابه "عجائب خلق الله، أن النمل استأنس،
ً مئات من الأجناس من الحيوانات الأدنى منه شأنا ، بينما لم يستأنس الإنسان سوى نحو
عشرين من الحيوانات الوحشية التي سخرها لمنفعته ومتعته ، ولقد عرف النمل الزرع والرعي
عن طريق الغريزة .إن حشرات المن التي يطلق عليها أحيانا ) قمل النبات ( التي نراها
على أوراق بعض النبات يرعاها النمل ليستفيد منها .
وتابع : أنه في الربيع الباكر يرسل النمل الرسل
لتجمع له بيض هذا المن ، فإذا جاؤوا به وضعوه في مستعمراتهم حيث يضعون بيضهم ، ويهتمون
ببيض هذه الحشرات كما يهتمون ببيضهم ، فإذا فقس بيض المن وخرجت منه الصغار أطعموها
وأكرموها ، وبعد فترة قصيرة يأخذ المن يدر سائلا حلواً كالعسل كما تدر البقرة اللبن
، ويتولى النمل حلب هذا المن للحصول على هذا السائل وكأنها أبقار .
وأكمل: لا يعتني
النمل بتربية المواشي هذه وحدها ، بل يعتني كذلك بالزرع وفلاحة الأرض، حيث شاهد أحد
العلماء في إحدى الغابات قطعة من الأرض قد نما بها أرز قصير من نوع نصف بري ، كانت
مساحة القطعة خمسة أقدام طوال في ثالثة عرضا وكان طول الأرز
نحو ستة سنتيمترات، ويتراءى للناظر إلى هذه البقعة من الأرض أن أحداً لابد يعتني بها
، فالطينة حول الجذور كانت مشققة ، والأعشاب، الغريبة كانت مستأصلة ، والغريب أنه لم
يكن على مقربة من هذا المكان عود آخر من الأرز ، فهذا الأرز لم ينم من تلقاء نفسه
، وإنما زرعه زارع .ولوحظ أن طوائف النمل تأتي إلى هذا المزروع وتذهب عنه ، فانبطح
العالم على الأرض لكي يلاحظ ما يصنعه ، ولم يلبث أن عرف أن هذا النمل هو القائم بزراعة
الأرز في تلك البقعة من الأرض .
وأوضح أنه اتخذ من زراعتها مهنة له ، تشغل كل وقته ، فبعضه كان يشق الأرض ويحرثها ، وبعض آخر كان يزيل الأعشاب الضارة ، فإذا ظهر عود من عشب غريب قام إليه بعض النمل ، فيقضمونه ، ثم يحملونه بعيداً عن المزرعة ...نما الأرز حتى بلغ طوله ستين سنتيمتراً ، وكانت حبوب الأرز قد نضجت ، فلما بدأ موسم الحصاد شاهد صفا من شغالة النمل لا ينقطع متجها نحو العيدان ، فيتسلقها إلى أن يصل إلى حبوب الأرز، فتنزع كل شغالة من النمل حبة من تلك الحبوب ، وتهبط بها سريعا إلى الأرض ، ثم تذهب بها إلى مخازن تحت الأرض بل الأعجب من ذلك أن طائفة من النمل كانت تتسلق الأعواد ، فتلتقط الحب ، ثم تلقي به ، بينما طائفة أخرى تتلقاه ، وتذهب به إلى المخازن.