أستاذ علوم نباتات: الكيمياء في حياة الكائنات الحية وتحديد سلوكها تحتاج منا إلى تدبر عميق

  • أحمد نصار
  • الخميس 21 مارس 2024, 10:20 صباحا
  • 232
الحشرات

الحشرات

قال الدكتور نظمي خليل أبو العطا، أستاذ علوم النبات في الجامعات المصرية، إن هناك ما يسمى بالفرمونات والتي وضعها الله في الحشرات بالذات لتكون حافزا للإثارة الجنسية لأن العمل الرئيس للفرمونات هو الإثارة الجنسية, والجذب الجنسي, والمساعدة على المسافدة للحشرات منتجة الفرمونات.

ولفت إلى أن الإنسان كائن كيميائي، فهو يحب بالكيمياء, ويضحك بالكيمياء, ويغضب بالكيمياء, ويهدأ بالكيمياء, وتتم جميع عملياته الحيوية بالكيمياء, وقد أصبحت هذه حقيقة علمية يعلمها القاصي والداني. فالجهاز العصبي في الإنسان يعمل بالمواد الكيميائية الناقلة للسيالات العصبية, وفي الجسم البشري نوع من التكامل العصبي ونوع من التكامل الكيميائي, ويجب أن نتذكر أن التكامل العصبي الكيميائي في تفاعل مستمر لكي يتحقق التكامل العضوي الفسيولوجي العام وثبات البيئة العضوية الداخلية, فالجهاز الغدي يتلقى التأثير من الجهاز العصبي كما أنه يؤثر فيه بدوره لدرجة أن بعض العلماء يضعون الغدد الصماء كأحد مكونات الجهاز العصبي.

وتابع: أنه في حالات التوتر الانفعالي يحدث التنبيه الكيميائي الاستجابة نفسها التي يحدثها التنبيه العصبي, فيتضاعف أثر التنبيهين في صورة دائرية، منوها في الوقت نفسه إلى أنها تتحكم الكيمياء في النبات, فالهرمونات النباتية تجعل الجذر يتجه نحو الأرض والماء, والساق تتجه نحو الضوء والهواء, وهرمون الإزهار يجعل النبات يزهر, وهرمون التسقيط يسقط الأوراق والثمار(2). وانتاج الثمار والبذور, وإنتاج ثمار بدون بذور, وتحسين جنس الزهرة, وكمون البذور وانباتها, واستطالة الخلايا والنبات, وإنتاج الجذور والأزهار, وتأخير الشيخوخة في النبات ونضج الثمار كلها تأثيرات هرمونية.

 وأردف قائلا : إن نفس الأمر مع الحيوان ومنها الحشرات , وقد زود الله الحشرات بمنتجات ومستقبلات ومثيرات كيميائية والتي تسمى بالفرمونات سابقة بذلك مكتشفي الفياجرا البشرية التي هلل لها الناس وكأنهم وجدوا ما يسعد الإنسان ويجعله يعيش في رضا وأمان, وإن كنا لاننكر أهمية الدواء في علاج المرضى والضعفاء، حيث تعمل الفرمونات في عدد كبير من الحشرات على جذب أفراد الجنسين لبعضهم وتسمى هذه الفرمونات بالجاذبات الجنسية، فضلا أن الغدد المنتجة للفرمونات، تنتج  بواسطة الإناث ( لجذب الذكور ) في الحلقات الأخيرة للبطن أو سحب الحلقات البطنية وإدخالها ببعض أو فردها, وتنطلق الفرمونات في أوقات محدده من اليوم وهذا ما يميز كل نوع من الحشرات فكل نوع من الحشرات ينتج فرمونات تجذب إليه الحشرات من نفس النوع.

وأضاف: أن الرائحة التي تستقبل على المستقبلات الشمية الموجودة على قرون الاستشعار في ذكور العديد من الحشرات لها أهميتها حيث أن هذه الذكور التي تنجذب إلى الرائحة تكون حساسة جداً, وتنبه الأعضاء الحسية المتصلة بقرن الاستشعار بواسطة الرائحة المفرزة من الأنثى له نظام مميز من العصب القرني الشعري حتى في التركيزات متناهية الصغر, وتأثير الرائحة هي عملية إثارة للذكر وتحفيزه على الاقلاع والانجذاب نحو الأنثى, وفي بعض الأحيان تصل هذه الرائحة وعملية الجذب للذكر على بعد (11 ) كم، وبذلك تقوم الفرمونات بعملية إثارة للطرف الآخر, وتنبيهه إلى مكان رفيقه ودفعه للقيام بعملية التزاوج والتلقيح لاستمرار النوع والحياة, وهي تجعل أعضاء التكاثر الذكرية صالحة لإتمام هذه العملية كما تفعل الفياجرا في الأعضاء البشرية.

وأشار إلى أن الفرمونات تستخدم في النمل لرسم طريق سير المجموعة المستمر غير المتقطع, كما تستخدم في بيان مسار ملكة النحل أثناء التلقيح وجذب الذكور نحو الملكة، ممنوها إلى أنه لو قمنا بوضع هذه المواد في طريق آخر فإن الحشرات تتشتت, وإذا قمت بقتل النمل ورسم خط سير آخر بالنمل المقتول فإن المجموعة تتشتت وتضل الطريق لوجود الطريق الجديد.

وختم قائلا: إنه من هنا نفهم أهمية الكيمياء في حياة الكائنات الحية وفي تحديد سلوك تلك الكائنات, فسبحان من خلق تلك الكائنات وزودها بتلك المركبات ذات التركيب المميز والدقيق والمتخصص لكل نوع من الحشرات, وجعل لها المستقبلات والمستجيبات ولذلك نقول كما قال الله تعالى ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ) لقمان 11.

تعليقات