أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
سور الإسراء
أكد المفكر الإسلامي الكبير، الدكتور فاضل السامرائي، أن
سورة الإسراء المكية رغم أنها تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية لكن تميزتبأنها تتكلم عن القرآن بشكل تفصيلي لم يرد في باقي سورة القرآن.
وبين أن السورة تعرّضت لمعجزة الإسراء التي كانت مظهراً من مظاهر التكريم الإلهي لنبيه صلوات الله
عليه وسلم، بعد ما لاقاه من أذى المشركين.
وهي قصة إسراء النبي الكريم، من مكة إلى المسجد الأقصى حيث التقى بجميع الأنبياء من
آدم إلى عيسى عليهم جميعاً وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، وتقدم الرسول فقال له
جبريل: “تقدم يا محمد فصلّ بالأنبياء إماما”. وهذه معجزة ليس لها مثيل في تاريخ البشرية
ولم تأتي مصادفة أو عبثاً وإنما هدفها كان تسليم الرسالة التي تناقلها الأنبياء من
قبل إلى رسولنا، وأمته الذين سيحملون هذه الرسالة الخاتمة إلى يوم القيامة. فكأن تسمية
السورة تفيد انتقال الكتاب من بني إسرائيل إلى أمة محمد وكذلك أن كل أنبياء
بني إسرائيل صلّوا خلف الرسول.
وأضاف أن هذه السورة
هي أكثر سورة ورد فيها ذكر القرآن (11 مرة). وكما سبق فإن هذه السورة ركّزت على قيمة
القرآن وعظمته كما لم يرد في أي من سور القرآن الكريم. إذن قيمة القرآن هو محور السورة
وقد جاء الحديث الشريف ليؤكد هذا المحور :”قال الرسول: ألا إنها ستكون فتنة فقال الإمام علي فما المخرج
منها؟ قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل
من تركه من جبّار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أضلّه الله وهو حبل الله المتين
وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة
ولا يشبع منه العلماء ولا يبلى من كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم ينته الجنّ
إذ سمعوه إلا أن قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجبا هو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل
ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.”
وأوضح أن ختام السورة: أحباء القرآن:(قُلْ آمِنُواْ بِهِ
أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى
عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن
كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ
خُشُوعًا) الآيات من 107 إلى 109
وكأن السورة كلها تدعو لعدم التخلي عن القرآن كما فعلت الأمم السابقة، لمّا تخلوا عن الكتاب استبدلهم الله بأمم أخرى تحافظ على الكتاب. وهذا القرآن هو الذي يخرج من الظلمات إلى النور وعلينا أن نتمسك به كما وصّانا : “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وسنتي” والحرف فيه بحسنة لا أقول ألم حرف وإنما أقول ألف حرف، لام حرف وميم حرف.