أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال الدكتور أحمد الكبيسي،
إن مرادفات كلمة الطريق تأتي على النحو التالي: إمام صراط، طريق، سبيل، نهج، فج، جدد،
(جمع جادة) نفق.
وأوضح أن معنى كل من هذه الكلمات فيها
إعجاز ، فمثلا إمام، فهو الطريق العام الرئيسي الدولي
الذي يربط بين الدول، وليس له مثيل، وتتميز أحكامه في الإسلام بتميز تخومه. وقدسية
علامات المرور فيه هي من أهم صفاته، وهو بتعبيرنا الحاضر الطريق السريع بين المدن
(Highway). وقد استعير هذا اللفظ في القرآن الكريم ليدل
على الشرائع (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) (الإسراء آية 71 ) أي كل ما عندهم من شرائع
وجاء أيضا بمعنى كتاب الله (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) (يس آية 12)
وتابع: وصراط، هو كل ممر بين نقطتين متناقضتين كضفتي نهر، أو قمتي جبلين، أو
الحق والباطل، والضلالة والهداية في الإسلام، أو الكفر والإيمان. والصراط واحد لا يتكرر
في مكان واحد ولا يثنى ولا يجمع، وقد استعير في القرآن الكريم للتوحيد، فلا إله إلا
الله تنقل من الكفر إلى الإيمان (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) ( الأنعام آية
161) (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) ( الأنعام آية 39) (أهدنا
الصراط المستقيم) (الفاتحة آية 6) (فاتبعني أهدك صراطا سويا) (مريم آية 43 ) (وإن الذين
لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) (المؤمنون آية 74 )
ولفت إلى أن الصراط عموما هو العدل المطلق
لله تعالى، وما عداه فهو نسبي. (إن ربي على صراط مستقيم) ( هود آية 56 ) والتوحيد هو
العدل المطلق وما عداه فهو نسبي، أما كلمة سبيل، فهو الطريق الذي يأتي بعد الصراط،
وهو ممتد طويل آمن سهل لكنه متعدد (سبل جمع سبيل) (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
( العنكبوت آية 69 ) السبل متعددة، ولكن شرطها أن تبدأ من نقطة واحدة، وتصب في نقطة
واحدة عند الهدف. وفيه عناصر ثلاثة: ممتد، متحرك، ويأخذ إلى غاية، منوها إلى أن المذاهب
في الإسلام من السبل، كلها تنطلق من نقطة واحدة، وتصل إلى غاية واحدة. وسبل السلام
تأتي بعد الإيمان، والتوحيد بعد عبور الصراط المستقيم. ولتقريب الصورة إلى الأذهان
يمكن اعتبار السبل في عصرنا الحاضر وسائل النقل المتعددة، فقد ينطلق الكثيرون من نقطة
واحدة، قاصدين غاية واحدة، لكن منهم من يستقل الطائرة، ومنهم السيارة، ومنهم الدراجة،
ومنهم الدواب، وغيرها.
وأوضح أن كلمة السبيل، قد استخدمت في القرآن بمعنى حقوق في قوله (ليس علينا في الأميين سبيل) (آل عمران آية 75 )، وابن
السبيل في القرآن هو من انقطع عن أهله انقطاعا بعيدا، وهدفه واضح ومشروع كالمسافر في
تجارة، أو للدعوة، فلا تعطى الزكاة لمن انقطع عن أهله لسبب غير مشروع كالخارج في معصية
أو ما شابه.
كما أن كلمة طريق، فمعناه الطريق يكون داخل
المدينة، وللطرق حقوق خاصة بها، وقد سميت طرقا، لأنها تطرق كثيرا بالذهاب والإياب المتكرر
من البيت إلى العمل والعكس. والطريق هي العبادات التي نفعلها بشكل دائم كالصلاة والزكاة
والصوم والحج والذكر. (يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم) (الأحقاف آية 30)
ونوه إلى معنى كلمة نهج، وهو عبارة عن ممرات
خاصة، لا يمر بها إلا مجموعة خاصة من الناس، وهي كالعبادات التي يختص بها قوم دون قوم،
مثل نهج القائمين بالليل، ونهج المجاهدين في سبيل الله، ونهج المحسنين وأولي الألباب
وعباد الرحمن، فكل منهم يعبد الله تعالى بمنهج معين، وعلى كل مسلم أن يتخذ لنفسه نهجا
معينا خاصا به يعرف به عند الله تعالى، كَبِرِّ الوالدين والذكر والجهاد والدعاء والقرآن
والإحسان وغيرها (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) ( المائدة آية 48 ) ، وإذا لاحظنا وصفها
في القرآن وجدنا لها ثلاث صفات، والإنفاق فيها صفة مشتركة، منوها إلى أن نهج المستغفرين
بالأسحار: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل
والمحروم) ( الذاريات آية 17 – 19 )، وكذلك نهج أهل التهجد: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) (السجدة آية 16)، وأيضا نهج المحسنين:
(الذين ينفقون بالسراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) ( آل عمران آية
134 ).
وأكمل : أن معنى فج هو الطريق بين جبلين
(وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) (الحج آية 27
)، ومعنى جادَّة: وتجمع على جُدَد كما وردت في القرآن
الكريم (ومن الجبال جدد بيض وحمر) (فاطر آية 27 ) والجادة هي الطريق الذي يرسم في الصحراء
أو الجبال من شدة الأثر، ومن كثرة سلوكه.
أما كلمة نفق، فهو الطريق تحت الأرض (فإن
استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض) (الأنعام آية 35 )