أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
سورة الشعراء
أكد الكاتب والمفكر الإسلامي الكبير، الدكتور فاضل السامرائي، أن سورة
الشعراء المكية عالجت أمراً هاماً نحن بأمس الحاجة إلى
فهمه في عصرنا الذي نعيشه، لافتا إلى أن الآيات في السورة تتحدث عن أساليب توصيل الرسالة
بأحسن الوسائل الممكنة والاجتهاد في إيجاد الوسيلة المناسبة في كل زمان ومكان. بمعنى
آخر السورة هي بمثابة رسالة إلى الإعلاميين خاصة في كل زمن وعصر وللمسلمين بشكل عام.
والسورة ركّزت على حوار الأنبياء مع أقوامهم فكلّ نبي كان يتميّز بأسلوب خاص به في
حواره مع قومه مختلف عن غيره من الأنبياء وهذا دليل أن لكل عصر أسلوب دعوي خاص فيه
يعتمد على الناس أنفسهم وعلى وسائط الدعوة المتوفرة في أي عصر من العصور وعلى مؤهلات
الداعية وإمكانياته.
وتابع :أن سورة الشعراء تتحدث عن الإعلام
والشعراء الذين هم رمز الإعلام خاصة في عصر النبي، حيث كان شعراء الإسلام وسيلة تأثير
هامّة في المجتمع آنذاك خاصة أن العرب كانوا أهل شعر وفصاحة فكانت هذه الوسيلة تخاطب
عقولهم بطريقة خاصة. أما في عصر موسى فكان السحر هو المنتشر فجاءت حجة موسى، بالسحر
الذي يعرفه أهل ذلك العصر جيداً وهكذا على مرّ العصور والأزمان. وفي كل العصور فإن
وسيلة الإعلام سلاح ذو حدين قد تستخدم للهداية (كسحر موسى وشعراء الإسلام) وقد تستخدم
للغواية والضلال والإضلال (كسحرة فرعون وشعراء قريش الكفّار).
وأوضح أنها سميّت بالشعراء كما أسلفنا لأن
الشعراء في عصر النبّوة كانوا من أحد وسائل الإعلام ولم يكونوا جميعاً كما وصفتهم الآية
226 (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) يقولون ما لا يفعلون إنما كان منهم
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا
مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
) آية 227 وسيلة للدعوة والهداية.
وقد ختمت السورة كما ابتدأت بالرد على افتراء المشركين على القرآن الذي أنزله الله تعالى هداية للخلق وشفاء لأمراض الإنسانية، وفق قول "السامرئي".