رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

وقفة علمية مع قوله تعالى "انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ" !

  • أحمد نصار
  • الخميس 29 فبراير 2024, 03:32 صباحا
  • 223
سوق خضار

سوق خضار

من يتجول في أحد الأسواق الكبيرة لبيع الخضراوات والثمار، يجد أنواعا عديدة جدا في الأجناس، والأنواع، والأصناف، والأشكال، والأحجام، والطعوم؛ حيث الأخضر، والأصفر، والبرتقالي، والأحمر، والبني، والمخطط، والصغير، والكبير، والأملس، والخشن، ورقيق الجدار، وصلب الجدار، إنه عالم عجيب ومعجز من الثمار، والأجمل من رؤيتها في السوق أن ترى تلك الثمار على أشجارها متدلية جميلة معجزة، لذلك أمرنا الله تعالى بتدبر تلك الثمار، والنظر إليها نظرة إيمانية، علمية فاحصة، مدققة متدبرة، نظرة بعيدة عن النظرة الحيوانية المادية لتلك الثمار النباتية، قال تعالى: {وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام/99)، هذا أكده، الدكتور كارم السيد غنيم، أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر.

وتابع: أن الثمر كما قال الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن: اسم لكل ما يتطعم من أحمال الشجر، الواحدة ثمرة، والجمع: ثمار وثمرات، كقوله تعالى: {وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ} (البقرة/22)، وقوله تعالى: {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ} (النحل/67)، وقوله: {انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} (الأنعام/ 99)، وقوله تعالى: {وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} الرعد (3). والثمر قيل: هو الثمار، وقيل: هو جمعه، ويكنى عنه بالمال المستفاد.  

وأوضح أن الثمرة في علم النبات، هي التركيب الناتج عن نمو الكيس الجنيني في الزهرة، وتضخم المبيض بعد عملية الإخصاب، وقد يشترك التخت في تكوين الثمر كما في نبات التفاح .Pyrus malas (النبات العام، أحمد مجاهد وآخرون، ص 627).، لافتا إلى أن الزهرة عادة تتكون من المحيطات غير الأساسية التي لا تشترك اشتراكاً مباشراً في عمليتي التلقيح والإخصاب؛ مثل الكأس والتويج، والمحيطات الأساسية التي تشترك في عملية التلقيح والإخصاب؛ وهما أعضاء التذكير، وما تنتجه من حبوب لقاح، وأعضاء التأنيث وما تحتوي عليه من بويضات مؤنثة. ويتكون عضو التأنيث في الزهرة من المبيض (Ovary) بداخله البويضات المؤنثة والقلم (Style) والمتاع (Stigma). ويتكون عضو التذكير في الزهرة من الخيط والمتك (Anther).

وأكمل أنه عندما تسقط حبوب اللقاح الناتجة من متك عضو التذكير على الميسم للنبات الموافق فإن حبة اللقاح تنبت، وتعطي أنبوب لقاح يدخل إلى المبيض عبر القلم، ويتم التخصيب للبويضات، بعد إتمام عملية الإخصاب يبدأ المبيض في تكوين البذور والحبوب والثمار التي تحمل داخلها الصفات الوراثية الخليطة للنبات، والناتجة من الجزيئات الوراثية في حبوب اللقاح والمبيض، وبذلك تتكون الثمار التي قال الله تعالى فيها: {انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} (الأنعام/ 99)، وبعد النمو للجنين الناتج من عملية الإخصاب، واشتراك بعض أجزاء المبيض الأخرى؛ تتكون الثمار الجميلة، المتباينة الأشكال والألوان والأحجام والطعوم والروائح والتركيب.

وتابع : أن وظيفة الثمرة المحافظة على البذور بداخلها، ومدها بالغذاء حتى يكتمل نموها، ثم مساعدتها على الانتثار والانتشار، والثمرة عضو ثابت، لذلك تستخدم الثمار في التمييز القطعي بين الأجناس والأنواع والأصناف، والفصائل النباتية في عملية التصنيف. (النباتات الزهرية، شكري سعد، دار الفكر العربي، ص154).

وأضاف: أن ثمار نبات أبي المكارم المجنحة، حيث قسم علماء النبات الثمار النباتية إلى عدة أقسام وأنواع فمنها، الثمار البسيطة (Simple Fruits): وهي الثمار الناتجة من نضج كربلة واحدة، أو عدد من الكرابل الملتحمة، مثل ثمار البسلة والطماطم. (الكربلة هي عضو التأنيث المكون من أوراق متحورة لعمل عضو التأنيث)، والثمار المركبة (Composite Fruits): وهي الثمار الناتجة من نضج عدد من الأزهار المتجمعة في نورة، مثل ثمار نباتات التوت، والفراولة، والقشطة.

كما أشار إلى أن قسم العلماء الثمار البسيطة إلى نوعين هما: الثمار البسيطة الجافة (Dry Fruits)، والثمار البسيطة الغضة (Fleshy Fruits)، وتضم الثمار الجافة العديد من الثمار المنفتحة وغير المنفتحة منها، البندقة (Nut): وهي ثمرة جافة تحتوي على بذرة واحدة، ولها غلاف خشبي، ومنها ثمار البندق، والبلوط، وأبو فروة (الكاستناء)، البرة (Caryopsis): وفيها يلتحم الجدار الثمري بقصرة البذرة، مكوناً جداراً واحداً كالقمح والشعير والذرة.

الجناحية (Samara): تتركب من كربلة واحدة يمتد غلافها الثمري على هيئة الأجنحة للطيران بها بعيداً عن الشجرة الأم، سعياً للرزق والعيش الوفير، ومثلها ثمار نبات أبي المكارم Machaerium tipo.

القرنية (Legume): تتكون من كربلة واحدة بها عدد من البذور، تتفتح طولياً على امتداد خط الثمرة، كما هو الحال في نباتي الفول والفاصوليا، وقد لا تنفتح الثمرة كما هو الحال في ثمار نبات التمر الهندي.

العلبة (Capsule): تتكون من عدد من الكرابل الملتحمة، تتفتح أما بالثقوب كما هو الحال في نبات الخشخاش، وإما تنفتح بالأسنان كالقرنفل.

وهناك الثمار الغضة (Fleashy Fruits): وفيها يكون الغلاف الثمري أو جزء منه عصيرياً شحمياً، ويتميز جدارها إلى ثلاثة أغلفة، الخارجي والمتوسط والشحمي، ومنها ثمار المشمش والرمان، والقرع، والخيار، والبلح، والعنب، والطماطم، والبرتقال، والموز.

تعليقات