أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
محمد سيد صالح
أكد الباحث في
ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، أن الإنسان بحاجة إلى التكوين القرآني خاصة في ظل
الموجات الإلحادية والتشكيكية المتتابعة والأخطار الفكرية الباردة، والتحديات
الأخلاقية، ووقوع الشرور والكوارث الطبيعية، فبمثل هذا قد يتذبذب
الإنسان ويتشكك.
وشدد على أنه ظل
التكوين القرآني، ومنهجه البنائي الدقيق الذي يؤصل للتوحيد بصورة علمية وحوارية
تقوم على الحُجة والبرهان، يترسخ الإنسان ويثبت ويزال من قلبه كلِ شك، ولنا في قصص
إبراهيم خير مثال، ونرى هذا فيما قاله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ
مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا )، فهنا يخبر أباه أن ما يعبده لا ينفع ولا
يضر ولا يملك شيئًا فما هو إلا جماد لا يسمع ولا يبصر ولا يستطيع أن يقدم شيئًا.
وهنا كان كلامه وحجته وبرهانه نظري، ثم انتقل بعد ذلك إلى الحجج العملية وقد صور
ذلك قوله تعالى: ( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا
مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ
إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ
لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ
إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ
(62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا
يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ
الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا
هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ (65) ) .
وأوضح أن هذه
الآيات المباركات بمثابة دستورًا متينًا في تقويم بناء الشخصية المسلمة، ففيها من
الحُجة العملية ما لا يستطيع عاقلٍ بدحضه، فقد أقام عليهم الحجة العملية بأن قطع
الأصنام الصغيرة التي يعبدونها جذاذًا وترك أكبر صنم، فلما سألوه لما فعلت كذا يا
إبراهيم بآلهاتنا؟! أجابهم أنه لم يفعل بل من فعل ذلك كبيرهم غيرةً منه أن صغاره
يُعبَّدون من دونه، ولما رجعوا لأنفسهم بعدما علموا أنهم ظلموا أنفسهم وعقولهم،
كيف يعبدون من لا ينطق ولا يسمع ولا يغني!! فنكسوا رءوسهم وعلموا ان إبراهيم على
حق.
وتابع: نحن بهذا
المنطق القرآني القويم نخاطب الملاحدة: كيف ترجعون الدنيا بما فيها للقوانين
الكونية التي تحتاج لمقنن ابتداء أو
للمادة التي لا تعقل ولا تعي ولا تدرك ولا تسمع ولا ترى؟!
ثم كيف تنكرون
وجود الله بسبب بعضٍ من الكوارث من الزلازل وعواصف وبراكين ؟! فهل بإنكاركم لله سبحانه
ستمنعون حدوث الكوارث؟!
وأردف: الآن
معكم جدول العناصر الكيميائية كاملة، وتعلمون قوانين الطبيعة الأساسية الأربعة: (من قوى نووية ضعيفة، وقوية، وجاذبية، وكهرومغناطيسية ) فهل بإماكنكم منع الكوارث الطبيعية
تلك؟! أو تستطيعون إنشاء كونًا مماثلًا لهذا الكون لكن بشكلٍ أكثر آمنًا وسلامًا؟! ورغم توافر كل ما ذكرت
تعجزون وستعجزون .. فضلًا على عجزكم بالإتيان بما ذكرتُ من عناصر وقوانين وقوى
طبيعة ومادة من عدم.
واختتم بالقول: أدركوا ما خاطب به إبراهيم عليه السلام الملاحدة من قبلكم في عهده عليه السلام، فكما كانوا يعبدون الأصنام وهي مادة لا تسمع ولا ترى ولا تعقل، كذلك أنتم تعبدون مادة لا تسمع ولا ترى ولا تعقل.