لماذا عيسى عليه السلام ليس له قوم؟!

  • أحمد نصار
  • السبت 03 فبراير 2024, 01:12 صباحا
  • 244
القرآن الكريم

القرآن الكريم

من يتأمل سير وقصص الأنبياء والرسل في القرآن الكريم، سيجد أن كثيرا منهم كانوا يخاطبون قومهم، مستخدمين كلمة يا قومِ، مثل سيدنا نوح عليه السلام يقول: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [الأعراف: 59]، وكذلك سيدنا هود عليه السلام يقول لقومه: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ) [هود: 50]، ونبي الله لوط عليه السلام، أيضا "(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) [الأعراف:80] وأيضا سيدنا صالح عليه السلام يقول لقومه: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ)[هود:61] حسب ما نشرته صفحة نهاية الإلحاد.

 وتابعت الصفحة: أن سيدنا موسى عليه السلام، عندما كان يخاطب قومه في كثير من الآيات كان يقول يا قوم، مصداقا لقوله الله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) "البقرة: 54"، هنا يقصد بني إسرائيل، وكما نعلم أن موسى أُرسل لبني إسرائيل..

 وطرحت الصفحة سؤلا، تمثل في، ماذا عن سيدنا عيسى عليه السلام، وقد أُرسل إلى بني إسرائيل أيضاً؟، منوهة إلى أن الحال هنا يختلف مع سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام، حيث لا توجد أي آية من آيات القرآن الكريم  تجمع كلمة (عيسى) أو (المسيح) مع كلمة (قوم).. فكان يخاطبهم بقوله:  يا بني إسرائيل دائماً من دون أي ذكر للقوم،  يقول المسيح في قوله تعالى" وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) المائدة72، ويقول أيضاً: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ) [الصف: 6].

وأضافت: هكذا في كل القرآن لا نجد ذكراً لقوم عيسى!، بل الآية الوحيدة التي ذكر فيها سيدنا عيسى مع كلمة "قوم" هي: "وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ" [الزخرف: 57]، موضحة أن كلمة (قَوْمُكَ)، هنا لا تدل على قوم عيسى، بل قوم محمد صلى الله عليه واله وسلم لأن الخطاب في هذه الآية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم!!، حتى عندما تحدث القرآن عن السيدة مريم أم المسيح نسبها إلى قومها، قال تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 27]، ولكن المسيح لم يُنسب لأي قوم في القرآن.

 وأوضحت ، أن الإجابة بشأن لماذا سيدنا عيسى ليس له قوم مثل بقية المرسلين؟، فهذا لأن نسبة الإنسان تكون دائماً لأبيه، فالأب ينتمي لقبيلة أو قوم أو بلد، وكذلك فإن الابن ينتمي لنفس القبيلة أو القوم أو البلد، فسيدنا نوح ينتمي لأب من قومه ولذلك نُسب إليهم، وسيدنا إبراهيم ينتمي لأبيه آزر من قومه فنُسب إلى قومه.وهكذا.وهنا نتساءل: لمن ينتمي سيدنا المسيح؟ طبعاً لا ينتمي لأي قوم لأنه وُلد بمعجزة، وجاء إلى الدنيا من غير أب!! ولذلك من الخطأ أن يقول المسيح لبني إسرائيل: ياقوم!! ولذلك كان لابد أن يناديهم بقوله: يا بني إسرائيل، وهذا ما فعله القرآن.

وأكدت : أنه لا توجد ولا آية واحدة خالفت هذه القاعدة، مشيرة إلى أن لو تحدثنا بنفس المنطق وطرحنا السؤال التالي: ماذا عن آدم عليه السلام ونحن نعلم أنه جاء من غير أب ولا أم بل خلقه الله من تراب، هل ذكر القرآن قوم آدم؟ بالتأكيد لا يوجد أي ذكر لقوم آدم، فلو بحثنا في القرآن كله لا نجد أي آية تتحدث عن قوم آدم، بل الآيات تتحدث عن بني آدم وهذا من دقة القرآن الكريم وإحكامه.

ونوهت الصفحة، إلى أن جميع البشر لهم قوم باستثناء نبيين كريمين هما : آدم وعيسى عليهما السلام، وتسألت هل أغفل القرآن هذه الحقيقة؟ أكيد أن القرآن العظيم لم يغفل، فقد ذكر القرآن هذه الحقيقة في آية كريمة يقول تعالى فيها: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]هذه هي الآية الوحيدة في القرآن التي يجتمع فيها اسمي آدم وعيسى معاً، فانظروا إلى دقة هذا الكتاب العظيم.سبحان الله الحكيم العليم .


تعليقات