هل المرأة كزوجة مظلومة في الإسلام؟

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 27 يناير 2024, 10:33 مساءً
  • 278

قال عبدالله محمد، وهو (طبيب أسنان) وباحث في ملف الإلحاد، إن الإسلام خير من كرم المرأة في جميع الحالات، وخصوصا وهي زوجة.

وبين في كتابه (المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة البشر)، أن الله عز وجل يقول "وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا"، وفي هذه الآية يبين أن القاعدة التي يتعامل بها الرجال مع زوجاتهن فيأمرهم أن يحسنوا عشرتهن بالمعروف أي بما يحقق لهن السعادة ويدفع عنهن الضرر، حتى في حالة إذا كرهها الرجل فحثه الله عز وجل على الصبر عليها فعسى أن يجعل الله في هذه الزوجة التي يبغضها خيرا كثيرا في اهتمامها بحاجاته وببيته وأولاده وبحفظ سره وستر عيبه وتحقيق السعادة له وهذا المعنى نجده في السنة الشريفة أيضا فيقول ﷺ "لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ". ( صحيح مسلم  ١٤٦٩).

وتابع: قال عز وجل "وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِی عَلَیۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ " البقرة (٢٢٨) أي فكما أنها مطالبة بأنها تعامل زوجها بالمعروف والإحسان وبتحقيق رغباته فهو أيضا مطالب بمثل هذا المعروف المطلوب منها، مشيرا إلى ما ذكر الحافظ بن كثير في تفسير المعروف بقوله: (أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروفوقال ﷺ: (خَيْرُكم خَيْرُكم لِأَهْلِه، وأَنا خَيْرُكم لِأَهْلي.) (تخريج المسند 12/365 ) 

وذكر الباحث في ملف الإلحاد، بعضا من صور هذا المعروف وحسن العشرة الذي كان يفعله النبي ﷺ مع زوجاته، حيث قال عز وجل " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " فمن أفعاله ﷺ نعرف كيف يجب أن يتعامل الرجل مع زوجته، فتقول أمنا عائشة رضي الله عنها عن معاملة النبي ﷺ " كان رسول الله ﷺ يُقَبِّلُنِي؛ وهو صائم وأنا صائمة". (صحيح سنن أبي داود ٧/‏١٤٦)

وقد كان ﷺ يعرف مشاعرها وأحاسيسها فكان يقول لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها «إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبى، أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت عني غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؟» رواه مسلم.

وكان يقدر غيرتها، فتقول أم سلمة رضي الله عنها «أتيت بطعام في صحفة لي إلى رسول الله ﷺ، وأصحابه، فقال: من الذي جاء بالطعام؟ فقالوا أم سلمة، فجاءت عائشة ــ رضي الله عنها ـ بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي ﷺ بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا، يعنى أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم، ثم أخذ رسول الله ﷺ صحفة عائشة ـ رضي الله عنها ـ فبعث بها الى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة رضي الله عنها».

وكان يستشيرها فقد استشار النبي ﷺ زوجاته ـ رضوان الله عليهن ـ في أدق الأمور ومن ذلك استشارته ﷺ لأم سلمة في صلح الحديبية عندما أمر أصحابه بنحر الهدي وحلق الرأس فلم يفعلوا لأنه شق عليهم أن يرجعوا ولم يدخلوا مكة، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة رضي الله عنها في خيمتها فما كان منها إلا أن جاءت بالرأي الصائب: اخرج يا رسول الله فاحلق وانحر، فحلق ونحر وإذا بأصحابه كلهم يقومون قومة رجل واحد فيحلقون وينحرون.

وأيضًا استشار خديجة رضي الله عنها في أمر الوحي، ووقوفها معه وشدها من أزره رضوان الله عليها، هكذا المرأة فإنها معينة لزوجها إذا أشعرها زوجها بقيمتها.

وكان يظهر حبه لها، فقال ﷺ لعائشة رضي الله عنها في حديث أم زرع الطويل والذي رواه البخاري: «كنت لك كأبي زرع لأم زرع» أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة فقالت عائشة رضي الله عنها: «بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع».

وكان يناديها بأحسن الأسماء فكان ﷺ يقول لعائشة رضي الله عنها: «يا عائش، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام». متفق عليه، وكان يقول لها أيضا: يا حميراء، والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء.

وكان يأكل معها، فتقول عائشة رضي الله عنها: «كنت أشرب فأناوله ﷺ فيضع فاه على موضع في، وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع في» رواه مسلم، والعرق: العظم عليه بقية من اللحم وأتعرق أي آخذ عنه اللحم بأسناني ونحن ما نسميه بالقرمشة.

وكان لا يتأفف منها، فتقول عائشة رضي الله عنها: «كنت أرجل رأس رسول الله ﷺ» يعني أسرح شعره وأنا حائض، وكان ينام على حجرها، فتقول عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله ﷺ يتكئ في حجري وأنا حائض»، رواه مسلم.

وكان يتنزه معها، فكان ﷺ إذا كان يسير مع أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها يتحدث. رواه البخاري ـ وكان يساعدها في أعمال البيت فقد سُئلت أم المؤمنين عائشة: ماذا كان يصنع النبي ﷺ في بيته؟ قالت: «كان في مهنة أهله». رواه البخاري.

وقالت أيضا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: «كان يَخيطُ ثوبَهُ، ويخصِفُ نعلَه». ( صحيح الجامع 4937)

وقد كان يعمل لسعادتها، فقد دخل أبوبكر رضي الله عنه على النبي ﷺ وهو مغطى بثوبه، وفتاتان تضربان بالدف أمام السيدة عائشة رضي الله عنها فاستنكر ذلك، فرفع النبي ﷺ الغطاء عن وجهه وقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد.

وقد جاءت أحاديث عامة في التوصية بالمرأة وحسن معاملتها ومنها قول النبي ﷺ "اتقوا اللهَ في النساءِ فإنهن عوانٍ عندكم" ( زاد المعاد 5/171 ) وقال ﷺ أيضا "اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا". (صحيح مسلم 1468)  وقال ﷺ أيضا " أيُّها النَّاسُ، إنَّ النساءَ عندكم عَوانٍ، أخذتُموهنَّ بأمانة الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ.." تفسير الطبري3/2/392  بسند صحيح ) وقال أيضا "إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ، والمرأةُ"  ( الجامع الصغير 2636)

 

وشدد الدكتور عبد الله محمد أن الإسلام قد نظم العلاقة الزوجية بين الزوجين فحث على الرجل أن يقضي حاجة زوجته البدنية فيعفها بنفسه عن الحرام فإذا ما جامعها فلا ينتهي حتى تقضي حاجتها فيه وهذا ما اتفق عليه الفقهاء ومن ذلك قول ابن قدامة رحمه الله: " فإن فرغ قبلها كره له النزع حتى تفرغ؛ لما روى أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺـ: «إذا جامع الرجل أهله فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته، فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها» ولأن في ذلك ضررا عليها، ومنعا لها من قضاء شهوتها". (المغني (7/ 300) باختصار).

كما منع الزوج من أن يحرمها من الإنجاب بغير إذنها فحرم عليه أن يلقي بمنيه خارجها (فيما يسميه الشرع بالعزل: أي يعزل ماءه عن زوجته) وهذا باتفاق جمهور العلماء من المذاهب الأربعة ومنه قول المرداوي الحنبلي رحمه الله :" لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها... هذا هو المذهب [يعني مذهب الإمام أحمد] " . ( الإنصاف 8/348) .



تعليقات