رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هل الأكوان المتوازية حقيقة؟

  • أحمد نصار
  • السبت 20 يناير 2024, 07:19 صباحا
  • 213
تعبيرية

تعبيرية

أكد الباحث وعضو الجمعية الأردنية الفلكية الأردنية، هاني الضليع، أن هناك اختلاف جوهري بين ما يفسره البعض لمفهوم "السماء والسماوات، الوارد في القرآن الكريم، وبين مفهوم (الكون) ذلك المصطلح الحديث الذي لم تعرفه العرب من قبل، موضحا أن السماء كل ما علا، والسماوات طبقات غير معلومة الحقيقة وربما تكون نوعا من الغيب. لكن الكون هو كل شيء مادي كائن أو سيكون، ويضم بتعريفه المبسط النجوم والمجرات والكواكب وكل شيء يمكن رصده، وحتى المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي تتسبب في تباعد المجرات بعضها عن بعض بما يعرف بتوسع الكون أو الزمكان وتشكلان معا أكثر من 94% من الكون، لكنهما بعد لم تكتشفا بشكل واضح.

وأردف قائلا: إن ألبرت آينشتاين، قد عرف الكون بأنه كل كتلة أو طاقة أو زمان أو مكان. فلا يمكن تخيل الزمان دون مكان، ولا المكان دون أن يمر عليه زمان. وهو غير نهائي لكنه محدود. ونصف قطره المرئي يبلغ حتى الآن 13.8 مليار سنة ضوئية لكن نصف قطره المحسوب يفوق ذلك بأضعاف كثيرة.

وأضاف: أن الكون تحكمه قوانين موحدة لا تختلف في أي بقعة منه ولا تتضارب، مشيرا إلى أن كتلة نواة الهيدروجين هنا هي ذاتها كتلة نواة الهيدروجين عند الطرف الآخر من الكون، وشحنة الإلكترون ثابتة في أية بقعة من الكون، بالإضافة إلى العدد الذري والكتلي لأي من عناصر الجدول الدوري ونظيراته ثابتة لا تتغير. وبالضوء تنتقل المعلومات، وهو صاحب سرعة ثابتة أيضا لا تتغير في الفضاء والفراغ أبداً. وحيث إن مادة الكون واحدة ونواميسه واحدة، فإن المعلومات المنتقلة فيه تتبع ذات النواميس.

وأكمل: لكن ماذا لو كان هناك كون آخر غير كوننا؟ هل يصح لنا أن نطلق عليه اسم كون؟ ربما، لكن الصعوبة وربما الاستحالة ستكمن في أن نعرف كيف لنا أن نتواصل مع هذا الكون، فهل ذلك مقبول عقلياً أو رياضياً على الأقل؟

وتابع: أن وجود كون آخر منفصل عنا يستلزم خبراً حتمياً صادقاً، كأخبار الغيب، إذ إن الاتصال به لن يكون ممكنا إذا كانت النواميس والثوابت الكونية فيه تختلف عن نواميس كوننا وثوابته"، فلا يمكن لشعاع الضوء أن ينقل لنا حينها خبراً، لأنه لن يكون الرسول المناسب الذي يفهم لغة ذلك الكون أو طبيعته. ناهيك عن معضلة أخرى أكبر من ذلك، فبحسب نظرية النسبية العامة لآينشتاين، فإن الزمان والمكان خلقا معا لحظة الانفجار العظيم التي بدأ معها كوننا قبل قرابة 13.8 مليار سنة من الآن، وإذا كان كل شيء نعرفه أو سنعرفه مستقبلاً يقع ضمن حدود هذا الكون، فأنى لنا ونحن من طبيعته وجزء من ناموسه أن نرصد شيئا خارجه؟ فالمصطلحات (خارج وداخل) هي مصطلحات مردودة بحسب نظرية الانفجار العظيم، إذ لا معنى لها قبل الكون فهي خلقت مع خلقه، والداخل والخارج أجزاء منه نفسه، فلا يمكن أن نتخيل كونا ككرة مثلا وكونا آخر ككرة أخرى بجانبه، لأن الفراغ بينهما سيناقض المفهوم السابق.

وقال: ومع ذلك فليس أمام العلماء إلا أن يفعلوا ذلك حين يتحدثون عن الأكوان المتعددة أو الأكوان المتوازية. فهل تمنع قوانين الفيزياء مثل تلك الأكوان؟ لافتا إلى أن ظهور فكرة الأكوان المتوازية، يعود للعام 1954 حين حاول أحد الفيزيائيين ويدعى أفيريت حل معادلات نظرية الكم، وخاصة تلك التي تتكلم عن حساب احتمالات وقوع الحوادث الكمية (على المستوى الذري)، ويعرف بمبدأ عدم التحديد، وينص على أنه في حال دراستنا لمادة كمية (جزيئات تحت ذرية) فإننا سنلاحظ أنها تتصرف بشكل غير منضبط، مما سيجعلنا غير متأكدين من طبيعة هذه المادة الكمية أو خصائصها.

وضرب مثلا : إذا درسنا سلوك الفوتونات الضوئية، فسنجد أنها تتصرف أحيانا كجسيمات، وتتصرف أحيانا أخرى كموجات. كما أنه لا يمكن الجزم بأي الاحتمالين يمكن حدوثه لحادثة ستقع بنسبة 50%، فإذا وضعنا كرتين إحداهما بيضاء والأخرى سوداء داخل كيس وأردنا أن نسحب كرة واحدة فقط، فاحتمال ظهور كليهما متساوٍ، ولا يمكن الجزم مسبقا ما الكرة التي سيتم سحبها.

وأضاف"الضليع" فإذا ما سحبت البيضاء مثلا، نفذ القدر، ليصبح احتمال ظهور البيضاء هو 100% وظهور السوداء 0%. لكن الفيزيائي أفيريت، وخروجاً من هذا المأزق، افترض أن هذا الشخص ذاته موجود في كون آخر موازٍ لكوننا ويقوم بالتجربة نفسها في الوقت نفسه لكنه سحب الكرة السوداء بدلا من البيضاء، فتحقق بذلك الاحتمالان. فإن كانت الاحتمالات ثلاثة وجدت هنالك ثلاثة أكوان، وإن كانت مئة كان هنالك مئة كون آخر، إلى مالانهاية من الأكوان الموازية التي تنشأ لحظة الاختيار. غير أن تلك الأكوان المتوازية غير مقبولة عقلاً (بحسب سعة إدراكنا ومنطقنا)، مع أنه من المفترض أن العقل لا يدركها، مما أثار جدلاً واسعاً جداً بين العلماء وأوجد أسئلة لا يوجد لها إجابات جعلت الشكل الذي قدمت به النظرية مرفوضا تماماً

 

تعليقات