‏جناح الأزهر بـ معرض الكتاب يفنِّد شبهات "ول ديورانت" حول الإسلام في كتابه قصة الحضارة

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 16 يناير 2024, 8:06 مساءً
  • 270
شبهات ول ديورانت حول ‏الإسلام

شبهات ول ديورانت حول ‏الإسلام

يقدِّم جناح الأزهر الشريف بـ معرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزواره كتاب "شبهات ول ديورانت حول ‏الإسلام في كتابه: (قصة الحضارة) - عرض وتفنيد -" بقلم الدكتور  محمد محمد العاصي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية في جامعة ‏الأزهر.‏

إنَّ قصة الحضارة التي خطَّها ول ديورانت على الرغم مما فيها من إيجابيات إلا أنَّه شابهها الكثير والكثير من الأخطاء والأباطيل ‏والاتهامات التي تأتي مجافية للواقع، مجانبة للصواب، بعيدة كل البعد عن الحق فيما يتعلق بالإسلام دينًا ومصادر وحضارة؛ لهذا ‏رأى الأزهر الشريف ممثلًا في الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية العمل على نشر هذا العمل العلمي الرصين، الذي جاء ‏بعنوان: "شبهات ول ديورانت حول الإسلام في كتابه: (قصة الحضارة) - عرض وتفنيد -" لمؤلفه أ.د/ محمد العاصي.‏

وقد جاء هذا الكتاب في مقدمةٍ وثلاثة فصول: أما المقدمة فعرَّفَ فيها المؤلف ببحثه، وأهميته، وخطته، فيما جاء الفصل الأول ‏بعنوان "ول ديورانت وقصة الحضارة مقدمات ضرورية"، وجاء في ثلاثة مباحث، التي تعد بمثابة المفتاح للوقوف على فهم ‏الموضوع ومعرفة أبعاده ومراميه، خصوصًا والمنهجية العلمية تقتضي أن مَنْ رَامَ إلى دراسة مشكلة ما، لا بد أولًا من أن يحدد ‏مفاهيمها، وبيان المراد من هذه المفاهيم فكان هذا الفصل.‏

أمَّا الفصل الثاني: فكان بعنوان "شبهات ول ديورانت حول القرآن الكريم عرض وتفنيد"، الذي جاء مستندًا إلى أصول علمية، ‏اعتمد فيه المؤلف على المصادر الأصلية المتخصصة التي بعد عنها ول ديورانت، اللهم إلا النذر اليسير، وهو بخلاف البحث ‏العلمي، فقد اعتمد صاحب "قصة الحضارة" في توثيق معلوماته على مصادر ثانوية غير معتبرة، وبنظرة عابرة للمصادر التي ‏اعتمد عليها في تأليف مجلد الحضارة الإسلامية، يجد الناظر أن جُلَّها مصادر أجنبية ألَّفها مستشرقون وغيرهم، وبعد حصر ‏تقريبي لجملة هذه المصادر التي اعتمد عليها ول ديورانت بهذا المجلد وصل العدد إلى أكثر من مئة وخمسة وعشرين مصدرًا ‏بنسبة تقريبية تصل إلى ٨٦,٦١% في حين كانت جملة المصادر المترجمة عن الأصول العربية والإسلامية أكثر من خمسة ‏عشر مصدرًا بنسبة تقريبية ١٣,٣٨٪.‏

فيما جاء الفصل الثالث من الكتاب بعنوان: «شبهات ول ديورانت حول النبي ﷺ عرض وتفنيد»، وفيه أكَّد المؤلِّف على أنَّ ول ‏ديورانت اتبع منهج إثارة الشكوك حول الوقائع التَّاريخية الثَّابتة والمرويات الصَّحيحة المتصلة بالنبي ﷺ، وقام بمناقشته مناقشة ‏هادئة وموضوعية مفندًا ما زعمه حول شخصه ﷺ؛ من خلال إبراز معالم شخصيته، وما عرف به واشتهر، وشهد له بذلك ‏خصومه قبل محبيه، جامعًا في ذلك بين الجانبين النظري، والعملي، كما أفرد المؤلف جزءًا من كتابه عن معجزة الإسراء ‏والمعراج، وضمن أقواله فيها، ورد على المشككين بالأدلة النقليَّة والعقليَّة والعلميَّة، وكل ذلك بأسلوب علمي التزم فيه المؤلف ‏أدبيات البحث العلمي وأخلاقياته.‏

والكتاب في جملته يعد ردًّا علميًّا على ول ديورانت وَمَنْ على شاكلته فيما آثاره حول القرآن الكريم والنبي ﷺ نتيجة معلومات ‏مغلوطة، وروايات مكذوبة، كانت عمدتهم وأدواتهم في سوق ما قالوه.‏

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة ‏من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التَّعليميَّة والدعويَّة في نشر الفكر الإسلامي ‏الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.‏

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، ‏وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.‏ 


تعليقات