"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
القرآن
في كتابه المهم "لماذا أسلم صديقي، ورأي الفاتيكان في
تحديات القرآن “، يروى الدكتور إبراهيم خليل، قصة طبيب مصري مسيحي قرر صدور
كتاب يرد فيه على تحدي القرآن، وراح يعنون الكتاب تحت اسم :“وانتهت تحديات القرآن".
وتابع: أن
الطبيب المصري، كتب رسالة، وأرسل صورة منها إلى ألفي عالم أو معهد أو جامعة ممن
تخصصوا بالدراسات العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وكان مما سطره في
خطابه قوله: القرآن يتحدى البشرية في جميع أنحاء العالم في الماضي والحاضر والمستقبل
بشيء غريب جداً، وهو أنها لا تستطيع تكوين ما يسمى بالسورة باللغة العربية..
السورة رقم 112، وهي من أصغر سور القرآن، ولا يزيد عدد كلماتها عن 15 كلمة، ويتبع
ذلك أن القرآن يتحدى البشرية بالإتيان بـ(15) كلمة لتكوين سورة واحدة كالتي توجد
بالقرآن..
وأضاف: أعتقد أن
مهاجمة هذه النقطة الهامة والخطيرة، وذلك بالإتيان بأكبر عدد ممكن من السور كالتي
توجد، أو – آمل أن تكون – أفضل من تلك الموجودة بالقرآن سيسبب لنا نجاحاً عظيماً
لإقناع المسلمين بأنا قبلنا هذه التحديات، بل وانتصرنا عليهم.. فهل تتكرم يا سيدي
مشكوراً بإرسال 15 كلمة بالغة العربية أو أكثر من المستوى البياني الرفيع مكوناً
جملة كالتي توجد في القرآن..”.
ويقول الدكتور
إبراهيم خليل إن العناوين الألفين التي أرسل لها الخطاب، و تكررت محاولة الطبيب
المسيحي أربع مرات طوال سنة 1990، فكانت محصلة ثماني آلاف رسالة أرسلها أن وصلت
إليه ردود اعتذار باهتة عرض صورها إبراهيم خليل، منها: اعتذار كلية الدراسات
الشرقية و الإفريقية في جامعة لندن فقد كان ردها :” آمل أن نتفهم أن كليتنا
وأعضاؤها يرفضون الخوض في المنازعات الدينية، وبالتالي فإنه لا يمكننا إجابة طلبك
“. وأما رد إذاعة حول العالم (مونت كارلو) فكان ” الموضوع الذي طرحته موضوع هام،
لكننا كإذاعة لا نحب أن ندخل في حمى و طيس هذه المعركة، إذ لا نظن أنها تخدم رسالة
الإنجيل، فرسالتنا هي رسالة محبة، وليست رسالة تحدي..”.
وأردف
قائلا: أما رد الفاتيكان فقد جاء فيه ”
بوصفنا مسيحيين فنحن لا نقبل بالطبع أن يكون القرآن هو كلام الله على الرغم من
إعجابنا به حيث يعتبر القمة في الأدب العربي.. ولقد أخبرني زميل مصري بأن أفضل
أجزاء القرآن تذكره بأجزاء من الكتاب المقدس، ولكن هذا بالطبع لا يعني أنه أوحي به
من عند الله كما هو الحال في الكتاب المقدس، وهناك نقطة عملية تعوق مسألة الإتيان
بسورة من مثل القرآن، وهي: من ذا الذي سيحكم على هذه المحاولة إن تمت بالفعل..”.
وأكمل: فلم
يجدوا أمامهم سوى أن اعتذروا عن إجابة طلبه، فأعاد المراسلة جميع معاهد و مؤسسات
الفاتيكان طالباً إجابة التحدي، وعرض أن يكون هو الحكم بين القرآن والفاتيكان، و
طلب من الأب ” ليو” في الفاتيكان أن ينقل أي جزء مكون من (15) كلمة من الكتاب
المقدس ليعارض بها القرآن، فكانت الإجابة مشابهة لإجابة المئات الذين لم يردوا على
الطبيب، بل صمت مدقع.
وتعليقا عن هذه
القصة يقول الدكتور عبد الرحيم خير الله الشريف الباحث في الإعجاز العلمي في
القرآن ، إنه كنموذج للإعجاز القرآني عرض إبراهيم خليل لكلمة ” علق ” الواردة في
قوله تعالى ” خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ” [العلق: 2] فلمادة ” علق ” في
اللغة واحداً و ثلاثين معنىً ذكرها ابن منظور في قاموسه ” لسان العرب “، و هذه
المعاني كما يرى إبراهيم خليل تنطبق جميعاً على الإنسان فقد ” وصفت جميع صفات
الإنسان التشريحية والفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية منذ كان جنيناً في
بطن أمه حتى صار رجلاً يحب و يكره..
وأضاف
"الشريف" أن الإنسان بحق من علق قد خلقه الله من السائل المنوي
(العلوق)، وعلقت بأمه (حملت به)، فأصبح علقة (كدودة حمراء تكون في الماء تعلق
بالبدن وتمتص الدم ثم إذا خرج من بطن أمه احتاج إلى الشراب واللبن والطعام (العليق
والعلوق)، ويطلق العلق أيضاً على ما يتبلغ به من العيش.
وتابع: أن الإنسان شديد الخصومة محب للجدل (علاقي معلاق) يكره (امرأة علوق) ويحب (علقت منه كل معلق).. إلى آخر تلك المعاني التي فصلت خصائص الإنسان و أطوار حياته الأولى، مشيرا إلى صدق العلماء الذين درسوا إعجاز القرآن حين قالوا:” إن القرآن رغم إيجازه المعجز في عدد كلماته، بل وفي عدد حروفه إلا أن المعاني التي تجيء بها كل كلمة فيها إرباء وإنماء وزيادة، أي أن كل كلمة تولد، وتعطي من المعاني ما لا يحصر له “.
ومرة أخرى سارع الطبيب إلى مراسلة كليات و معاهد العالم طالباً منهم أن يأتوا بكلمة بديلة لـ ”َعلق” تقوم مقامها أو تعطي نصف المعاني التي تعطيها كلمة ”علق“، و مرة أخرى لا مجيب !