"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال الباحث في الإعجاز العلمي، الدكتور صالح شيخو الهسنياني، إن من يتأمل
قوله الله تعالى ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ.
النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾، سيدرك أن هذا قسم إلهي حيث أقسم الله تعالى بالسماء وهو كل
ما علا، والطارق ولما كان لفظ الطارق في اللغة يشمل كل طارق آت بليل، لأن الطارق
بالليل يدق. وأراد طارقاً معيينا فخم من شأنه بالاستفهام عنه الدال على تعظيمه
فقال: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾ أي وما الذي أعلمك يا محمد ما حقيقة هذا
النجم؟ ثم بينه بقوله: ﴿النَّجْمُ الثَّاقِبُ﴾ وكل نجم هو ثاقب لظلام الليل البهيم
بضوئه وبصوت الطرق، وسُمي النجم طارقاً لأنه إِنما يظهر بالليل ويختفي بالنهار عن
أعين الناس.
وتابع: أن التفسير العلمي، يتمثل في أن النجم الطارق والثاقب، فهناك آراء
وتفسيرات عدة حول تفسير الطارق والنجم الثاقب علميا، أبرزها الطارق والنجم الثاقب
نجم نيتروني، لافتا إلى أنه في عام (1967م) رصد العلماء موجات راديوية
كهرومغناطيسية من خلال بعض التلسكوبات الراديوية، لقد التقطت إشعاعات لنجوم
مجهولة، وبعدما قام العلماء بدراسة هذه النجوم دراسة دقيقة على مدى أكثر من ثلاثين
عاماً وجدوا بأن هذه النجوم أكبر من الشمس بعدة أضعاف. وتتشكل نتيجة انفجار
النجوم، فعندما ينفجر هذا النجم ويتهاوى على نفسه فإن مادته تتحول إلى نيوترونات.
وأردف قائلا: وقد قدر عدد النجوم النيوترونية في مجرتنا بمائة ألف نجم ومن
الطبيعي أن تحتوي مليارات المجرات الأخرى على مئات الآلاف من النجوم النيوترونية
الطارقة الثاقبة فالسماء إذن تمتلئ بها.
وأشار إلى أن الطارق هو جرم سماوي له صفتان وهما النجم والثاقب، ولو قارنا
بين تلك الخواص وأي جرم سماوي لوجدنا أن النجم النيوتروني يستوفي هذه الخواص نجم
وطارق وثاقب، له نبضات وطرقات منتظمة؛ فالطارق يصدر طرقات منتظمة متقطعة تشابه
تماما تلك التي ينقلها لنا اللاسلكي والتي كان مصدرها النجم النيوتروني، وهو نجم له أعلى كثافة معروفة للمادة إذ إن جاذبيته
تعادل (200) مليار مرة جاذبية الأرض، وهذه النجوم النيترونية المنكمشة ثقيلة جداً
حتى إننا لو أخذنا كمية بحجم “مكعب سكر” سوف يزن (100) مليون طن، يعدل وزنها خمسين
ألف بليون (مليار) من الأطنان، فإذا وضعت هذه الكرة على الأرض ثقبتها، ووصلت إلى
طرفها الآخر.
وأوضح أن هذا النجم يبدأ بالدوران حول نفسه بشكل هائل، فيدور مئات الدورات
في الثانية وله نبضات سريعة لسرعة دورانه وسرعة طاقته مما يولد حوله مجالاً
كهرومغناطيسياً قوياً جداً، هذا المجال يولد أيضاً صوتاً يشبه صوت المطرقة، لذلك
فإن العلماء وجدوا أن أفضل تسمية لهذه النجوم هي المطارق العملاقة، حتى إنهم
يطلقون عليها في أبحاثهم هذا الاسم، ولكن لماذا؟ لأنهم وجدوا أن هذه النجوم تصدر
أصواتاً تشبه تماماً صوت المطرقة، ولكن هنالك بعض العلماء تساءلوا: كيف يمكن أن
يكون الصوت حقيقياً، ونحن نعلم أن الصوت لا ينتشر في الفراغ، فهذه النجوم بعيدة
عنا جداً وتفصلنا عنها سنوات ضوئية فكيف يصلنا هذا الصوت مع العلم أن الصوت يحتاج
لوسط لكي يسير فيه، لأن الصوت لا ينتشر في الفراغ.
وأكمل: ولكي نؤكد صدق هذه الأبحاث فإن العلماء سجلوا هذه الأصوات وعرضوها
من مواقعهم العلمية، وهي أصوات حقيقية سجلتها الأجهزة، مع أن الصوت لا ينتشر في
الفراغ إلا أن الأجهزة تستطيع تسجيله بتقنيات خاصة، بعد تحليل الأشعة الراديوية
الصادرة عن النجم. ولذلك فإن الله تبارك وتعالى سمى هذا النجم (الطارق) وهنا أحب
أن أشير إلى أن العلماء يسمونها النجوم النابضة، وهذه التسمية غير دقيقة لأن
العلماء ظنوا في بداية الأمر أن هذه النجوم تشبه نبضات القلب، ولكن بعد ذلك تبين
لهم أن التسمية الأدق هي تسمية مطرقة أو مطارق، فأسموها المطارق العملاقة، وبالفعل
فإن الصوت الذي تصدره هذه النجوم يشبه تماماً صوت المطرقة.
وقال: إن هناك تلسكوبات لاسلكية تلقت ومضات لاسلكية من هذه النجوم وعلى
درجة كبيرة من الدقة، فالإشارات تصل على صورة متقطعة: (بيب.. بيب.. بيب)، وتستمر
كل إشارة منها كسورًا من الثانية وتتكرر كل ثانية أو أكثر (نبضات نوبية)، وكأن هذا
النجم يطرق باب الفضاء، حيث يتزايد تواتر النبضات النوبية في شبابه، ويقل تواترها
في شيخوخته، ونعرف من خلال تواتر النبضات التي تأتي عن طريق التلسكوبات اللاسلكية
عمر هذا النجم، فنجم يطرق، ونجم يثقب، ولو قارنا بين تلك الخواص وأي جرم سماوي
لوجدنا أن النجم النيوتروني يستوفي هذه الخواص نجم وطارق وثاقب له نبضات وطرقات
منتظمة، فالطارق يصدر طرقات منتظمة متقطعة (تك. تك. تك) تشابه تمامًا تلك البيبات
التي نقلها لنا اللاسلكي، والتي كان مصدرها النجم النيوتروني، فمن رحمة الله علينا
الصوت لا ينتشر في الفراغ ولذلك نحن لا نسمع صوت هذه النجوم وهذا لأن صوتها لو وصلنا
لصم آذاننا على الفور ولكن العلماء بعدما حللوا الأمواج الراديوية ودرسوا آلية عمل
هذه النجوم وجدوا أنها تصدر هذه الأصوات، وتوصل العلماء أيضا إلى أن النجم
النيوتروني عقب مولده له نبضات سريعة لسرعة دورانه وسرعة طاقته، وأن النجم
النيوتروني العجوز له إشارات بطيئة على فترات أطول، وذلك عندما تقل طاقته وتنقص
سرعة دورانه، وهذا شيء من أحدث البحوث الفلكية.